04-11-2014

جبال الصحة الراسخة

سبق وأن وجّهت في هذه الزاوية رسالة للدكتور عبدالله الربيعة، حين كان وزيراً للصحة، أطلب منه الالتفات لأوضاع أقسام جراحة قلب الأطفال، والتي تصل فيها نسبة وفاة الأطفال حديثي الولادة المصابين بأمراض في القلب، والذين لا يجدون جراحاً يجري لهم عمليات، إلى 14%، حسب رؤساء أقسام جراحة قلب الأطفال في أكثر من مؤسسة طبية.

اليوم، نفس المصادر التي تحدثت عن هذه النسبة المقلقة، تتحدث عن نسب أكبر، وكأن الوزارة تتحرك إلى الخلف وليس إلى الأمام، كما يفترض منها، على الرغم من كل المعطيات التي تتوفر لهذه الوزارة. فعلى سبيل المثال، هناك مركز الأمير سلمان لجراحة قلب الأطفال بمدينة الملك فهد الطبية بالعاصمة الرياض. هذا المركز يصفه جميع المختصين بأنه غاية في التطور، ولكنه يفتقر للجراحين الذين سينقذون بإذن الله الأطفال المهددين بالموت المحقق.

إنَّ استمرار الحال على ما هو عليه، فيما يتعلق بالمواعيد البعيدة للمرضى، سواءً مع الأطباء أو أقسام التنويم، يدلُّ دلالة واضحة على أن المعنيين بتطوير المشهد الصحي بالمملكة لا يعملون بالشكل المطلوب، ويجب أن نمنح الفرص لغيرهم من الدماء الشابة، فالقضية ليست ثوباً نفصّله أو طعاماً نزخرفه، بل هي حياة أطفال وشباب وأمهات وآباء، وهؤلاء هم المجتمع بكامله، هم جميعاً مَنْ يعتبر أن الخدمات الصحية هي الأكثر قصوراً في بلادنا، وذلك لسبب بسيط، لأن لا أحد قادرا على تغيير جبالها الراسخة!

مقالات أخرى للكاتب