تقدم المصلين لأداء الصلاة عليه وآلاف المواطنين شاركوا

أمير منطقة حائل مشيعًا الشهيد تركي الرشيد: أخي .. وبمثله يفخر الوطن

حائل - عبد العزيز العيادة وحمد الغصوني:

تقدم صاحب السموالملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل جموع المصلين على شهيد الواجب العريف تركي بن رشيد الرشيد أحد أفراد قوة الطوارئ بمنطقة القصيم الذي استشهد دفاعًا عن أمن الوطن

وقد أقيمت الصلاة بعد ظهر أمس بجامع الراجحي بمدينة حائل وبعد انتهاء الصلاة جرى نقل جثمان الفقيد إلى مقبرة المتنزه وقد شارك سمو أمير منطقة حائل بحمل جِنازة شهيد الواجب تركي الرشيد مرددًا سموه بأن هذا هو أخي ونفخر به وبما قدمه من إخلاص لوطنه وحرص على أمنه وأمن أهله ومجتمعه وقال سموه بمثله يفخر الوطن

مقدمًا سموه تعازيه لوالد وأشقاء وأقارب شهيد الواجب وشاركهم سموه المصاب الجلل بفقد أحد أبناء الوطن الأوفياء.

وفي هذا المقام رفع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل صادق تعازيه باسمه وباسم أهالي منطقة حائل لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد في استشهاد رجلي الأمن الشجعان النقيب محمد بن حمد الجعفري العنزي والعريف تركي بن رشيد الرشيد وهما يُؤدِّيان مهام عملهما على أكمل وجه بقوة الطوارئ بمنطقة القصيم وتصديهما لأعداء الوطن وأصحاب الفتنة وتقديم الروح فداء لأمن الوطن وقال سموه نعزي أنفسنا وأفراد عائلتهما وأبناء الوطن بمنطقة حائل وفي جميع مناطق المملكة فنحن لحمة واحدة وأمن الوطن كل لا يتجزأ والمصاب مصاب الجميع وإيماننا عميق بما كتبه الله سائلاً الله بأن يلهم الجميع الصبر والسلوان وأن يبدل الله شهيد الواجب تركي الرشيد وشهيد الواجب محمد العنزي خيرًا من دنياهم إنه سميع مجيب.

شارك في أداء الصلاة وكيل إمارة منطقة حائل الدكتور سعد بن حمود البقمي وعدد من المسئولين وجمع كبير من أهالي المنطقة.

قصة طموح عنوانها الشجاعة والإرادة وحب الوطن هي قصة شهيد الواجب العريف تركي رشيد الرشيد أحد أفراد قوة الطوارئ بمنطقة القصيم وأحد سكان منطقة حائل ولد وعاش طفولته وشبابه فيها قبل أن يلتحق بالعسكرية وخدمة الوطن قبل ثلاث سنوات في محافظة حفر الباطن، ثمَّ انتقل قبل أقل من عامين تقريبًا إلى منطقة القصيم فكانت تلك المرحلة نقطة تحول في حياته الاجتماعيَّة عندما قرَّر الاقتران بشريكة العمر ورزقه الله منها أغلى ما يملك الطفلة «نورة» ذات الستة شهور فملأت حياته ونشأت قصة حب بين براءة طفلة وقلب مخلص لوطنه ويشاركهما والد ووالدة شهيد الوطن اللذان كانا يعيشان أجمل سنوات العمر وهما يريان ابنة ابنهما البكر تحضن أبيها بلهفة وشوق وتناديه بمحبة بابا بابا.

والد شهيد الواجب الشيخ رشيد الرشيد أحد منسوبي فرع وزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة حائل رجل يملأ قلبه الايمان إلا أن فدائية ابنه وحبه للتضحية بروحه من أجل الوطن كانت تدفعه بقلب الأب بالخوف الدائم على ابنه حتَّى وقع بالأمس مغشيًا عليه من هول الصدمة بعدما علم باستشهاد ابنه وهو يدافع عن أمن الوطن وأمام فئة باغية وخارجة عن منهج الإسلام الذي يحرم أن يقتل المسلم أخاه المسلم ويزداد التحريم في هذه الأشهر الحرم، هكذا قال والد الشهيد بعدما لملم جراح فقد فلذة كبده بعد أن بدأ بالحمد لله رب العالمين وقال هو الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ولكن لماذا هؤلاء القتلة لا يحرمون دماء المسلمين ألا يعلموا أن ابني وزملاءه حينما دافعوا عن أمن الوطن كانوا ولله الحمد صائمين.

في حين خيّم الحزن على والدة شهيد الوجب وزوجته التي لم تتوقع بأنها ستلبس لباس الحداد عليه حزنًا بهذه السرعة وهو الذي أدخلها عالم الأفراح منذ عامين أو أقل، فيما لازال أشقاء شهيد الواجب الثلاثة غير مصدقين بأن تركي لن يعود مجدَّدًا اليهم خصوصًا وقد تعوَّدوا غيابه من قبل ففي كلِّ مرة يرحل عنهم من حائل باتجاه خدمة لأمن الوطن في إحدى مناطق المملكة، ثمَّ يعود خصوصًا وهم يعدّونه جميعًا قدوتهم نظرًا لأنَّه الأخ الأكبر والأكثر وطنيَّة وفداء.

الجدير بالذكر أن شهيد الوطن تركي رشيد الرشيد تعرض لإصابات سابقة لم تثنه على مواصلة أداء مهامه على أكمل وجه حتَّى استشهد وهو يدافع عن تراب الوطن ورأسه شامخًا وسبابته عاليا مرددًا لا إله إلا الله محمدا رسول الله تنطقها شفاته المعطرة برائحة فم الصائم فكانت أجمل خاتمة لأخلص رجل أمن وأصدق مواطن أحب وطنه ومات دون أن تدنس مقدساته أو يعبث بأمنه

على الجانب الآخر ومن أجل الوطن وهب حياته وكتب في ساحات الدفا ع عنه أجمل قصص الفداء أنَّه شهيد الواجب النقيب محمد بن حمد الجعفري العنزي أحد منسوبي قوة الطوارئ بمنطقة القصيم ومن أبناء منطقة حائل الذي ولد عاش فيها وأتم دراسته حتَّى الثانوية فيها قبل أن يلتحق بالكلية العسكرية ويتخرج بتفوق ويلتحق بالعمل بمنطقة القصيم ويصبح أحد رموز العطاء والفداء.

ويُعدُّ شهيد الواجب النقيب العنزي أكبر اشقائه الذين عاشوا أيتاما بلا أب ولا أم منذ سنوات ليعيش أبناؤه الآن قصة يتم جديدة على أيدي أهل الغدر والخيانة.

فكما سطر بأخلاقه العالية وتعامله المتميِّز مع زملاءه أجمل معاني العطاء وهب روحه بسخاء من أجل الدفاع عنه يقول أحد المقربين منه لم أره في يوم تردد عن خدمة أمن الوطن وفي الحادثة الأخيرة كان أكثرنا استعدادًا للفداء والتضحية ويصفه برجل الايمان العميق والالتزام الكامل بتعاليم ديننا الحنيف ومثال للإخوة الصادقة

في حين يشير أحد اقاربه في حائل بأن الجميع منهم يترقب دومًا زياراته لمسقط رأسه منطقة حائل لمحبته الكبيرة بقلوب أهله وحتى جيرانه في حي شرق المجمع الحكومي سائلاً الله بأن يحفظ الوطن وقيادته ويسكن شهداء الوطن أعلى جنات الفردوس.

***

مشاهدات

عدد كبير من زملائه بالعمل في منطقة القصيم شاركوا في وداعه الأخير.

جهود أمنيَّة كبيرة ساهمت في تنظيم الجموع الغفيرة التي أدت الصلاة على الفقيد وموراته الثرى.

رحيل « تركي « وألم فراقه ترجمته دموع المودعين له في مقبرة صديان.

حضور أهالي حائل إلى جامع الراجحي الذي شهد الصلاة على شهيد الواجب كان منذ ساعات الصباح الأولى.

أحد المشاركين في تغسيله قال لـ(الجزيرة) بأنَّه شاهده مبتسمًا ووجهه منيرًا.