سعاد الصباح: الانفتاح الإعلامي وسهولة النشر الإلكتروني استدعيا أهمية فرز المنتَج الأدبي

فيصل العواضي:

صدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع كتاب (طلائع كتّاب القصة الكويتية) لكاتبتيه شيماء جنيدي محمد وفيبي فايز حبيب، وهو كتاب يضم بين دفتيه البحثين الفائزين في مسابقة د. سعاد الصباح للإبداع الأدبي والفكري 2011- 2012؛ إذ يغطيان جانباً مهماً، تفتقر إليه زوايا المكتبة الكويتية في هذا المجال. ويبحث الإصدار في تجارب رواد القصة الكويتية، ويتتبع ملامح تطور تجربة القص لدى الكتاب والكاتبات في الكويت، والقضايا التي تم تناولها منذ البدايات حتى الوقت الحالي.

وقد قدّمت الدكتورة سعاد الصباح للكتاب - كعادتها في الأبحاث الفائزة بالمسابقة - بمقدمة موجزة، أكدت فيها أن مسابقتها موجهة للمبدعين العرب من جيل الشباب منذ ما يقارب ربع قرن، في الوقت الذي تكاد تغلق فيه أبواب النشر أمام مواهب الإبداع العربي..

ورأت أن هجمة الانفتاح الإعلامي وسهولة النشر الإلكتروني استدعتا أهمية فرز المنتَج الأدبي وتنقيحه؛ ليصل إلى المتلقي ما يستحق الوصول فقط.

وقالت د. سعاد الصباح في مقدمتها: «يبحث الإصدار الذي بين أيدينا في تجربة القصة القصيرة في الكويت، وكانت تلك التجربة موضوعاً تم اختياره من قِبل اللجنة المختصة لما للقصة القصيرة من خصوصية في الأدب من حيث قدرتها على إعطاء صورة حية ونابضة عن المجتمع وعلائقه وعلاقاته، وتطوره وهموم الفرد وهموم العامة فيه، واهتمامات المواطن وقضايا الوافد ومَن بينهما، ومئات الصور التي يسبر غورها عالم القص المذهل والجميل، الذي كان للأديب الكويتي فيه حضور وسبق على مستوى الأدب العربي.

تجدر الإشارة إلى أن الكتاب مكوَّن من فصلين: الأول كتبته شيماء جنيدي محمد، وهو يتحدث عن البدايات والرواد، وقدّمت له الكاتبة بمدخل مناسب، ثم تناولت جيل البعثة، وهو جيل العمالقة في القصة الكويتية، وتوقفت الكاتبة عند جيل الستينيات، ذاكرة أهم الكتَّاب وأهم إصداراتهم في ذلك الوقت.

أما الفصل الثاني الذي كتبته فيبي فايز حبيب فقد كان أكثر اتساعاً؛ إذ تناولت التطور والإبداع في القصة الكويتية، ثم قدّمت لكبار الكتّاب بسير ذاتية ولمحات من حياة كل منهم، وأفردت باباً للأنثى في عالم القصة الكويتية؛ لتصل بعد ذلك إلى دراسات فنية لبعض أشهر المجموعات القصصية المعروفة. وتختتم كتابها بالحديث عن الاتجاه الاجتماعي وتشعباته وتعقيداته في الكويت.

اعتمدت الكاتبتان على كمّ هائل من المصادر والمراجع، واتسم البحثان بالجنوح نحو الأكاديمية في طريقة التوثيق وتقسيم الأبواب والفصول. ورغم بعض التكرار في الأفكار الواردة في كل بحث لكن الأسلوب كان مختلفاً في تناول الفكرة أو الهدف من ورائها.

لجنة التحكيم كان لها حكمها الخاص على كل بحث؛ إذ قال الأديب المعروف إسماعيل فهد إسماعيل عن البحث الفائز بالمركز الأول: «مبحث نقدي ذو منحى تاريخي، يتسم بالرّصانة ومراعاة المنهج الأكاديمي إلى الحد المطلوب دون الوقوع في الشكلانية أو السلفية الأدبية. ويضاف إلى ذلك أنه راعى الالتزام بتناول طلائع كتاب القصة في الجيل الأول المؤسس والجيل الذي تلاه».

أما البحث الثاني فكان الحكم عليه مختلفاً نوعاً ما؛ إذ قال عنه إسماعيل: «منهج هذا البحث لا يختلف عن سابقه؛ هناك ما يشبه التطابق؛ لعلّ مردّ ذلك يعود إلى أنّ الكاتبين استعانا بالمراجع ذاتها».

يقع كتاب (طلائع كتّاب القصة الكويتية) فيما يقارب 400 صفحة من القطع المتوسط، ويمتاز بغلاف أنيق، يحمل خريطة الكويت يشع منها عنوان طلائع كتّاب القصة الكويتية.