Friday 07/11/2014 Issue 15380 الجمعة 14 محرم 1436 العدد
07-11-2014

عذراً.. مجتمع الأحساء..!

إلى البنين والبنات، كبيرهم وصغيرهم، الرجال منهم والنساء، إلى جميع أهلنا في الأحساء، الذين صَدَمَنَا، كما صَدَمَهُم، هولُ الجريمة، وحجم المأساة، بقتل أبرياء من المواطنين بدم بارد، دون سبب أو مبرر، أو تفسير لعمل خسيس كهذا.

***

إلى أهلنا الطيبين في الأحساء، من لن يندمل جرحهم الآن -ولن فيما بعد- كلما تذكروا هذا التصرف الجبان، إلى الأحباب في الأحساء الموشحة وجوههم وأرضهم بالنقاء والبياض، إلى اليد (الحساوية) الممدودة بالعطاء والجمال، نعتذر لكم، ونأسف لما حدث، ونشارككم مصابكم في فقد هؤلاء المواطنين الذين كل ذنبهم أنهم يحيون وطنهم بإخلاص.

***

أقول لأهلي في الأحساء، بأي تعبير، وبأي أسلوب، ومن أين لي ملكة الكلام، أو القدرة على البوح عن مشاعري، أمام هول مشهد الجثامين الغارقة بالدماء الزكية، فيما أهلهم وذووهم يعيشون أسوأ اللحظات في حياتهم في هذا الامتحان العسير، بينما رجال الأمن البواسل في انشغال وجاهزية كاملة للقبض على الجناة القتلة لتقول العدالة فيهم كلمتها.

***

ها نحن نبكي كأهل الأبرياء الذين قتلوا، ونحزن مثلهم، ويرعبنا ما حدث كأننا هم، وليس فينا من لا يعنيه ما حدث، أو لم تدمع عيناه لما صار، وليس بيننا من لم يكتوِ بهذه النار المستعرة التي أوقدها هؤلاء الطغاة بقتلهم فلذات أبناء الوطن، أبناء الأحساء، أبناء كل مواطن غيور ومحب ومخلص لوطنه.

***

يا هول ما رأينا، وأي عار سوف يلاحقنا أسوأ من هذا الذي رأيناه، وكيف لنا أن ننساه، أو نقف منه على الحياد، وهل من عاقل يمكن أن يبرر له، أو يسمح لنفسه بالدفاع والمحاماة عن جريمة اهتز لها كل الوطن وأبكت جميع المواطنين.

***

وا عيباه، وا خجلاه، فما حدث أعظم من جريمة، وأكبر من مأساة، إنه قدر هذا الوطن أن يمتحن بأعز ما يملك، بالغالين من أبنائه، فتباً للقتلة، وسحقاً للمجرمين، وعاش الوطن بأبنائه سيداً عظيماً وحراً لن يركع إلا لله، لا للخونة والمارقين.

مقالات أخرى للكاتب