11-11-2014

من حماقات العملاء!

العملاء شحذوا هممهم في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وأخذوا يركضون في دروب العبث الشيطاني في كل ناحية وصوب، وتسلحوا بالكذب والبهتان، وسبحوا بالسبخ، واستنشقوا أدخنة النفايات، لقلب الحقائق، وتزييف الوقائع، وتحريف النتائج، وتحويلها إلى كلام وتنظير رخيص ومرفوض، واستنفروا طاقاتهم في حملات شحن وتحريض وتزييف وبث السموم، بهدف تفتيت الوطن، وتشريد الأمة. نفوسهم مريضة، وتطلعاتهم قاصرة، وأفكارهم سقيمة. لقد مارسوا تأجيجاً مضراً، فتحولوا إلى أصوات مغرضة لبث الفرقة، وإحياء الفتنة، وخلق حالة من العداء بين أفراد المجتمع الواحد. أقوالهم لا تنطق بالصدق، وأحاديثهم خرافة، وأعمالهم شعوذة، وسعيهم محموم بالخبث والخزي والجرم والدناءة، نتيجة خيبتهم وفشلهم الذريع في كسب الود والناس. عباراتهم محرفة، وشعاراتهم مزيفة، وصورهم قبيحة.. خناجر في خواصرنا، يريدون قطع أنفاسنا، ومنعنا من الركض والحياة.

لقد بذلوا قصارى جهودهم لإدخالنا في المتاهات والتعقيدات، وكانوا في سباق مع ذلك. لقد مارسوا هواياتهم المعقدة في صدنا وقهرنا وتشويشنا وتشويهنا، وبالاتجاه الذي يستفزنا. لقد سلقونا بألسنتهم الحداد، لكننا لن نكترث لهم، ولن نعيرهم أدنى اهتمامنا، في ظل مساعيهم المحمومة لوأدنا ودفننا أحياء، وفي ظل سياقاتهم المتساوية والمتطابقة مع مخططات الأعداء. سخطنا عليهم كبير، وغضبنا عليهم متنامٍ، وكلامنا عليهم سيكون بلا هوادة مثل رصاص البنادق. كيف لا وهم قد قادوا ضدنا طويلاً حملاتهم المسعورة، مستهدفين تفكيك حدودنا الجغرافية، وتمزيق كياننا السياسي، وتقسيمنا وتقطيعنا إلى دويلات صغيرة ضعيفة واهنة، وإغراقنا في المشاكل والأزمات والمصائب، متحدين مع الأعداء في الخفاء والعلن لتنفيذ هذا العبث الشيطاني وهذا المشروع الخطير.

لقد أصبحت ملامح مشروعهم الهادم واضحاً من دون حاجة للشرح والتوضيح. اللافت للانتباه أن التخريب والتقسيم والتقطيع والتفكيك والتجزئة القاسم المشترك الذي يربطهم مع الدول والمنظمات والأحزاب العدائية بصورهم وأشكالهم وهيئاتهم كافة. لقد عمدوا متحدين مع قوى الشر والسوء كافة إلى إذكاء لهيب العصبية الطائفية والعنصرية البغيضة، وإشعال فتيل النيران المذهبية والعرقية، ووضعها في مراجل الفوضى الخلاقة، وبالاتجاه الذي يضمن تأزم العلاقات الاجتماعية، وإغراق الناس في بحار التنافرات المتأججة بالأحقاد والتباغض، تمهيداً لتنفيذ مشاريع التفكك. من المفرح الذي يفضي إلى السرور أن الناس قد وعوا جيداً، وعرفوا هذه المخططات الشريرة، وأدركوا الحقيقة المنبعثة من أفران الخيانة والعمالة. إننا الآن نقف على مفترق طرق متشعبة ومعقدة، شديدة الوعورة، يتكالب علينا الأعداء من كل حدب وصوب، يتعاملون معنا وكأننا مجموعة من القبائل والطوائف والتكتلات البدائية المتصارعة المتحاربة، وكأنهم المخولون رسمياً بالسيطرة علينا، أو كأنهم يملكون الوصاية التامة في التحكم بمصيرنا ومستقبلنا، أو كما لهم الحق في تقسيمنا إلى قبائل وطوائف متصارعة ومتحاربة، وبأننا غير قادرين على التعايش السلمي. لقد وصل بهم الطيش السياسي والأخلاقي إلى المرحلة التي صاروا فيها المتعهدين في تنفيذ مشاريع الخراب في السر والعلن. لقد ظهر علينا هؤلاء العملاء أكثر صهيونية من الحاخامات عند حائط المبكى، لكن سحقاً لهم، وسحقاً لكل من اختار الوقوف في صفوف أعداء الله ثم الوطن والأمة، وليخسأوا أينما حلوا وارتحلوا، سواء في خنادق الأعداء أو في فنادقهم أو في منتجعاتهم أو على شواطئهم، أو استجموا على يخوتهم، أو سافروا على طائراتهم، أو ركبوا سياراتهم الفارهة، أو سكنوا قصورهم العامرة، أو تنعموا في عيشهم الرغيد.

ramadanalanezi@hotmail.com

@ramadanjready

مقالات أخرى للكاتب