12-11-2014

للنقد شروط ومنهجية يا دكتور صالح الرشيد كما وأن النساء قوارير!!

للكتابة الصحفية وللكاتب الصحفي أخلاقيات ينبغي عليه عدم الحياد عنها أو الخروج عليها. حيث إن رسالة الكاتب الصحفي رسالة أخلاقية إنسانية ثقافية وعلمية يعزز بها الحقوق والحرية. ينقل الأحداث ويحللها بموضوعية، وبلفظ عفيف، متحملا أمانة المهنة ومتحلياً بميثاقها.

ذلك لأنه أمام قارئ واعٍ، إما أن يحترمه وينال رضاه وربما العكس عندما لا يتمكن من زرع ثقة القارئ فيه ولا يستطيع تجسيد المصداقية بأمانة الكلمة.

بالإضافة لأخلاقيات الكاتب والكتابة الصحفية هُناك آلية وشروط ومنهجية للنقد البناء حيث لا يُعتبر النقد نقداً ما لم يكن بناء وآتياً عن ناقد بأهداف سليمة تتضح من الأسلوب الذي اعتمد عليه في النقد إذا ما أدرك أن النقد هو: عملية تقييم للإيجابيات والسلبيات بهدف

«ونضع تحت هدف عدة خطوط» بهدف الإصلاح والتقويم بالتالي على الناقد أن يكون ملماً بالموضوع مادة نقده، حيادياً بأن لا يغلب السلبيات على الإيجابيات لأن تغليب جانب على آخر يخرج الموضوع عن إطار النقد الهادف ويقع في ذنب ما نهي عنه الإنسان في سورة الأعراف

{وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ} (85) سورة الأعراف. أيضاً أن يكون النقد بأسلوبٍ محبب للنفوس لا تجريح ولا إساءة مهما احتد الطرح؛ ذلك لأن الإساءة تطمس الحقائق. فالإشارة إلى نقاط الضعف يراد منها الإرشاد لنقاط القوة في محاولة للتطوير للأفضل مبعداً عن نواياه «حاجة في نفس يعقوب يريد أن يقضيها» وهي الطريقة التي يأتي بها النقاد الهدّامون عندما يسقطون ويطمسون الحقائق فيأتي نقدهم جارحاً اعتقد أن الهدف منه الإيذاء، كيف لا يكون كذلك وهو يفتقد للمصداقية والموضوعية والمنطق وحسن العبارة يشبه النقد الذي قرأناه يوم الخميس 13 محرم 1436هـ الموافق 6 نوفمبر 2014 تحت عنوان « أختي الموظفة عذراً هنا مكتب للعمل وليس مجلساً للحش» كاتب المقال الأستاذ الدكتور: صالح الرشيد أستاذ إدارة الأعمال والتسويق في جامعة الدمام.

أشرت أعلاه لشروط النقد البناء، والآن أنقل لكم فقرات وردت في مقال الأستاذ الدكتور صالح الرشيد بنقاط دون أن أتدخل فيها تاركة لكم حرية تصنيف كلامه هل هو نقد هادف بناء أو نقد هدام، علما بأن موضوع مقاله «المرأة العاملة» كما يتضح لكم من العنوان.

إليكم الآن فقرات منه:

1 -.. وأصبح هناك مكان ما في عدد كبير من المؤسسات تعمل فيه النساء حيث يتخلين بمجرد وصولهن للعمل عن العباءات ليتبارزن فيما بينهن -وهي عادتهن بالطبع- في ارتداء الأزياء الملفتة للانتباه مع استخدام كثيف لأدوات التجميل من أجل أن تظهر المحاسن وتختفي العيوب..!

2 - المرأة هي المرأة مهما تعلمت ومهما عملت.

3 - المرأة تعشق السواليف والحكايات وتجد متعتها بنقل الأخبار وسرد القصص وتبادل الحكي مع الآخرين.

4 - ولو قمنا بدراسة علمية لرصد وتحليل ما تفعله المرأة في يومها كله لوجدنا أن لسانها يعمل بطاقة حصانين أو عدة أحصنة وأنه يتحرك في أوقات كثيرة حتى ولو كانت هي جالسة أو ساكنة؛ وكذلك آذان المرأة تعمل بذات القوة وتعشق سماع الحكايات والمشكلات الممتع منها والكئيب.

5 - إذا كنا نريد أن نعرف مشكلات مجتمعنا وأسبابها وحلولها أيضاً فلنضع أجهزة تسجيل في مكاتب تعمل بها نساء.

6 - مكان العمل أكثر إغراء للمرأة من أي مكان غيره فالمكاتب والمقاعد مريحة والإضاءة عالية والأزواج والآباء والأبناء والإخوة غائبون والمديرة غالباً مشغولة هي الأخرى بمجلس حش أو وليمة غيبة أو نميمة تصدر الأوامر والتعليمات بسرعة البرق لتعود سريعاً لهوايتها المفضلة في الحديث في الهاتف أو الحديث مع مديرة أخرى أو إكمال سالفة مع موظفة مقربة.

7 - وتحظى المسلسلات التركية بنصيب الأسد، ماذا فعل مهند؟ وكيف تصرفت هيا؟ وماذا سيفعل في حلقة الليلة السلطان سليم.

8 - وعندما تسعد موظفة وتستمتع بثرثرة عميلة ستخدمها بكل تأكيد وتبني معها صداقة أو تستغلها في قضاء مصلحة خاصة إذا كانت عميلة ذات شأن.

9 - كثيرة هي الحكايات في مكاتب النساء وغالبا ما تكون برعاية إدارة غائبة أو عاشقة أيضاً للحكايات.

انتهت الفقرات

حقيقة لا أعرف تحت أي وضع نفسي كتب هذا الدكتور الأستاذ الأكاديمي صالح الرشيد مقالته تلك وهو ينتمي إلى مؤسسة تعليمية أكاديمية ويعمل فيها جنب إلى جنب مع أخواته الأكاديميات بدرجات مختلفة تخرجنا من تحت أيديهن وتخرجت ألوف مؤلفة من تحت أيديهن والآن هن يخرجن أخريات. تحت أي وضع كتب مقال ينطبق عليه مسمى النقد الهدام لعدة أسباب هي:

بعده عن الإنسانية والرؤية العلمية، حيث لم يعزز الحقوق في مقاله ولم ينقل ما تطرق إليه بأمانة ولا بموضوعية أو لفظ عفيف. غلّب السلبيات على الإيجابيات هذا لو كان تطرق أصلا للإيجابيات!!. لم يتضح من كتابته للمقال هدف بين، وأقصد به الإصلاح والتقويم «الأسلوب يدلل على ذلك» كما ولم يكن حيادياً في تركيزه على سلبيات عممها على جميع النساء العاملات بالتالي بخس النساء أشياءهن. نقده لم يأت بأسلوب محبب للنفوس بل منفر، طارد، بعيد عن دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم «وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ». غائبا عن ذهنه وقت كتابة المقال «ربما» قوله عليه السلام «رفقا بالقوارير». حيث أن طمس وإسقاط الحقائق ليس من أهداف النقد البناء أبداً عندما يأتي النقد مؤذياً جارحاً مشوشاً ذهنياً فاقداً للمصداقية وللموضوعية وحسن العمارة ومن من!! من أستاذ ودكتور أكاديمي في جامعة عريقة خرّجت وتخرج وستخرج ملايين الفتيات من تحت أيدي النساء وإلا كيف غاب عن ذهنه وقت كتابة المقال النساء العاملات اللاتي درسن أخواته وبناته وبنات العائلة وطببنهن أو راجعنهن في بنك أو دائرة حكومية وأهلية. المقال كتب بطريقة استفزازية فربما كان الكاتب مستفزاً وقت كتابته وهذه من عيوب الكتابة الصحفية عندما لا يستطيع الكاتب فصل حالته النفسية عن المقال علما بأنه ليس بالضرورة كل أكاديمي مؤهل لامتلاك أدوات الكتابة لكن قليل منّا من يدركون ذلك لذا عزيزي الأستاذ الدكتور: صالح الرشيد أستاذ إدارة الأعمال والتسويق في جامعة الدمام لدي طلب منصف وهو تعميم مقالك على زميلاتك في الجامعة وعلى طالباتك وعلى نساء وفتيات العائلة وعلى الموظفات في المدارس والمستشفيات وعلى موظفات البنوك ومن تستطيع إطلاعهن على المقال كي تستشف ردورد أفعالهن وربما تلمس حجم خيبة الأمل الذي سوف يعتريهن عندما يقرأن هكذا كلام ليس من مواطن عامي عادي إنما من أستاذ دكتور لم يصل إلى منصبه بسهولة بالتالي كيف استطاع كتابة مقال هش يعتبر سقطة في حق قلمه ونخشى من تكرار السقطات فيخيب أمل القارئ في أقلام حملة الشهادات العلمية والسلام.

bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443

Twitter: @HudALMoajil

مقالات أخرى للكاتب