زاره الدكتور بدران العمر فزاد الدارسين ثقة بمواهبهم

قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود مهمته الارتقاء بذائقة المجتمع

متابعة - محمد المنيف:

عندما نتحدث عن تاريخ الفن التشكيلي نغفل الجهات التي يعود لها الفضل - بعد الله - في الدفع بأجيال هذا الفن، وأعني بها أقسام التربية الفنية بجامعاتنا أو كلية الفنون والتصميم بجامعة نورة متوقفاً على الاسم الأخير (كلية الفنون والتصميم) الذي حظيت به هذه الجامعة، بينما توقفت الأقسام الأخرى في جامعاتنا على تسميتها الثابتة التي لم يعد لها تأثير أو أثر في نفوس الراغبين في الانتماء إليها في وقت تسارعت فيه وتيرة تطور الفنون وبقيت هذه الأقسام أو من يعنيه أمرها في حدود مفهوم تخريج المعلمين.

بدران في قسم التربية الفنية

ما أثار في نفسي وحفزني على طرح هذا الموضوع ما قام به معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران العمر أعادني بهذه الزيارة إلى مشوار طويل عشته سنوات في تدريس التربية الفنية وما تعنيه زيارة المسؤول لمعرض أو لقاء عبر اجتماع أجد في من نلتقيه الاهتمام بهذه المادة التي يتنفس العاملون فيها تحت ماء بحر المجتمع الذي لا يعي إلا القلة منه الدور الكبير لهذه المادة في تفعيل ملكات حب الحياة والجمال واكتساب سبل الارتقاء بالذائقة حيث واجهت المادة الكثير من التهميش والكثير من المحاربة والتشكيك بأن ما يمارس فيها من المحرمات.

زيارة الأستاذ الدكتور بدران وإعلانه الاستعداد التام لتأمين مستلزمات القسم تنقلني إلى حالة تخيل مشاعر الطلبة الذين تشكّل الخامات مرتكزاً هاماً لاعتمادهم عليها في دراستهم إذا علمنا جميعاً أنه لا يمكن أن يتعلم طلاب القسم سبل تدريس المادة واكتساب الخبرات والتجارب إلا بتلك الخامات، ومن ثم نقل تلك الخبرات والتجارب إلى طلبتهم وتلامذتهم في التعليم العام بعد تخرجه، وزيارة أضافت ثقة في نفوس الطلبة إلى ثقتهم بمواهبهم وأشعرتهم بأنهم ضمن دائرة الاهتمامات التي تتلقاها بقية الأقسام والكليات في الجامعة.

مشاعر ينقلها رئيس القسم

في حديث مع رئيس القسم الدكتور فهد الشمري الذي أبدى سعادته وسعادة كل زملائه في هيئة التدريس بقسم التربية الفنية بزيارة الأستاذ الدكتور بدان العمر بأن الزيارة كان لها أثرها الكبير في نفوس الطلبة مما زادهم ثقة في مادتهم التي يتم إعدادهم لتعليمها وبما تلقوه من معاليه أثناء جولته التفقدية لكليات وأقسام الجامعة، مما كان له الأثر على الصعيدين الأكاديمي والمجتمعي، حيث ظهر هذا واضحاً من خلال تفاعل الطلاب مع هذه الزيارة الكريمة، حيث حرص معاليه على الاستماع بعناية إلى الطلاب بغرض الوقوف على مطالبهم المرتبطة باستكمال التجهيزات والإعدادات الخاصة بمراسم ومعامل قسم التربية.

وأشار الدكتور فهد الشمري إلى أنه قد سبق هذا الموقف أيضاً موقف لا يقل في تأثيره على منسوبي القسم طلبة وطلاب وأعضاء هيئة تدريس وعلى مستوى العامة خارج الجامعة المتمثل في ما وجده المعرض السنوي السادس والثلاثون للأعمال التشكيلية لطلاب وطالبات قسم التربية الفنية والذي أقيم بصالة العروض بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية من دعم معنوي تمثَّل في تشريف وحضور معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور بدران العمر وتفضله بافتتاح المعرض، الذي حمل عنوان التربية الفنية وشراكة تنموية للفئات الخاصة، فكان لهذا الحضور مع من كان بمعيته أثره الفعال في تحقيق أبناء قسم التربية الفنية لخمس جوائز ضمن فعاليات الملتقى العلمي الخامس لطلاب وطالبات الجامعات السعودية، تُوجت بجائزة الريشة الذهبية لريادة الأعمال إلى جانب الجوائز التشكيلية التي انفرد قسم التربية الفنية بأربع جوائز منها على مستوى الجامعات السعودية.

كلية الفنون مطلب حضاري

أربعون عاماً هو عمر قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود الذي تأسس عام 1395هـ - 75م وبين ذلك العام وما نحن فيه من تطور في مجال الفنون البصرية عامة والتي يتعامل بها القسم ضمن رؤيته العامة بأن القسم (يسعى إلى تحقيق الرسالة التربوية والعلمية والمهنية في مجال إعداد المعلمين والمتخصصين في مجال التربية الفنية والفنون) والذي أشير في آخر الجملة إلى كلمة التربية الفنية والفنون، وهنا أصبح الأمر أكثر حاجة للتطوير بأن يتحول القسم إلى كلية رفعاً لمستوى الأداء وتعدد التخصصات وإلى تغيير النمطية في تسمية التربية الفنية والارتقاء إلى المعنى الأشمل الذي يتحقق بتحويل القسم إلى كلية ولتكن كلية الفنون البصرية.

لكن ما بدأ به القسم من رؤية كان وما زال قسم التربية الفنية يسعى لتحقيقها وفي مقدمتها أن يكون القسم ذا مكانة رائدة ومتميزة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، من خلال تهيئة البيئة التربوية والتعليمية والبحثية الفعّالة التي تمكنه من الاضطلاع بدوره في إعداد معلمين ومتخصصين وباحثين يتميزون بالكفاءة والجودة وتقديم خدمات ثقافية وعلمية ومهيأة لخدمة المجتمع.

ليحقق بذلك الرسالة التربوية والعلمية والمهنية في مجال إعداد المعلمين والمتخصصين في مجال التربية الفنية والفنون، بالإضافة إلى الاهتمام بالبحث العلمي وتقديم الخدمات التخصصية والاستشارات المهنية التي تثري التخصص علمياً وتفي بحاجات المجتمع بقطاعيه الحكومي والأهلي.

منسوبو جمعية التشكيليين: جامعيون

من الأمور التي يجب استحضارها في هذا الموضوع هي أن نسبة كبيرة من منسوبي الجمعية السعودية للفنون التشكيلية من خريجي أقسام التربية الفنية بالجامعات وكلية الفنون والتصميم بجامعة الأميرة نورة.