16-11-2014

خطر تويتر في نظر سماحة المفتي!

...لم يُبالغ سماحة مفتي عام المملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء - الشيخ - عبد العزيز آل الشيخ، عندما وصف خلال حديثه في برنامج الإفتاء في القناة السعودية الأولى - قبل أيام -، بأن: «موقع التواصل الاجتماعي تويتر مقر لكل شر، وبلاء، ومصدر للأكاذيب، والأباطيل.. وأن بعض المغردين في وسائل التواصل الاجتماعي تويتر يسعون إلى نشر الفرقة، والفوضى في البلاد، والتحريض ضد قيادات الوطن، وأن همهم التفريق بين أبنائه»، - وفي تقديري - أن كثيراً من هاشتقات التواصل الاجتماعي، كان لها حضورٌ طاغٍ - خلال الفترة الماضية -، لا ينكره أحد.. وبحسب إحصائية شركة «جلوب وبدلندكس» المتخصصة في أبحاث، واستشارات السوق، فقد نشرت مؤخراً، وبالتحديد في شهر مايو 2013 م، تقريرًا يشير إلى أن المملكة العربية السعودية تحتل - حالياً - المركز الثاني، كأسرع الدول نمواً في العالم على موقع «تويتر».. وبحسب التقرير، فقد وصلت نسبة الزيادة في عدد الحسابات السعودية على «تويتر» إلى نحو «42 %»، وذلك خلف إندونيسيا، التي ارتفعت النسبة لديها لتصل إلى «44 %».

من جانب آخر، فقد أشارت وكالة الوسائط الاجتماعية «ذا سوشيال كلينيك»، إلى أنه يوجد في السعودية أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم نشط لـ «تويتر»، يغردون بـ «50» مليون تغريدة في الشهر الواحد.. وبحسب تقرير سابق لها، فإن مستخدمي «تويتر» في السعودية سجلوا نمواً يُقدّر بثلاثة ملايين، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي، مشيرة إلى أن بعض القنوات الإعلامية الغربية تستغل «تويتر»؛ لرصد الرأي العام السعودي، وتوجهاته.

مع الأسف، فقد كان هدف بعض هذه الهاشتقات في المقام الأول الإساءة على مختلف الأصعدة، وأحد أشكال هذه الإساءة، ظهر في إبراز الفتنة بين مكونات المجتمع، إلا أن الأرقام التي ذكرها رئيس «حملة السكينة للحوار» - الشيخ - عبد المنعم المشوح، مع دخول الإجراءات العقابية، التي اعتمدتها السلطات التشريعية في المملكة ضد الحزبيين، والإرهابيين، أسبوعها الأول كانت إيجابية، فقد كشفت أرقام خصت «حملة السكينة» - المتخصصة في محاربة الفكر المتطرف -، عن انخفاض وتيرة الهاشتاقات الداعية إلى الفتنة بنحو «90%»، وقد ذكر - الشيخ - عبد المنعم في سياق تلك الأرقام، أن: «الهاشتاقات التي تدعو إلى المشاركة في القتال ضمن جماعات متطرفة انخفضت - كذلك -، ولكن بنسبة أقل تقدر بـ «40%»، وأشار إلى أن انخفاض نسبة هاشتاقات التكفير، والخروج بـ « 45%»، مبيناً: «أن التفاعل مع الهاشتاقات - بشكل عام -، انخفض بنسبة «60%».

في المقابل، فإن تحريك الموضوعات السياسية، والقضايا المعقدة على سبيل المثال، هيمن على المشهد التويتري - في الفترة الماضية -، وكان نواة لتشكيل الرأي العام - بصغاره وجهلته وأنصاف المتعلمين من غير أهل التخصص -، وبأدواته المتاحة في شبكات التواصل الاجتماعي؛ لكنه لم يستمر على الخط بعد الإجراءات العقابية للأمر الملكي، وهو ما أدركه العقلاء خشية من تحول تلك الأوراق، التي تم تعبئتها عبر تلك المواقع في أي فوضى قد تحدث؛ من أجل استباحة الدماء، والأموال، والأعراض.

الأرقام التي ذُكرت في محتوى المقال، دليل على أن التأثير الجماهيري كان على حساب الوعي، والمعلومة الموثقة، والبحث الدقيق المطول، بغض النظر عن نتائجه؛ حتى وإن غابت كثير من المفردات الإيجابية تحت ضغط العقلية المنتجة له؛ لكنني على يقين، بأن العاقبة ستكون إلى خير، - لا سيما - تجاه القضايا المعنية بالأمن الوطني، والفكري، وبناء المواطن، وتحصينه ضد أي غزو إعلامي، أو فكري، معاد عبر تنمية الوعي السياسي، ورفع الحس الوطني لدى المهتمين في هذا الشأن، واستيعابهم لما يدور حولهم.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب