16-11-2014

يعملها (السفهاء) .. ويقع فيها (الأبرياء)..؟!

* ما أكثر السفهاء بيننا؛ وما أكثر ضحاياهم من الأبرياء..!!

* لم يمض ثمان وأربعون ساعة على الحادث الإرهابي في (حسينية الدالوة) بمحافظة الأحساء؛ حتى ظهر على قناة الجزيرة في برنامجها (المعوكس)؛

ضيف متحدث يمثل (دولة الخرافة الإسلامية)، فيحمد الله أن بايع خليفته البغدادي..! وينفي وجود دول قطرية في المنطقة..! ولا يعترف بدول العالم كافة..! ويصر على نصر (دولته الخرافية) وبقائها على الخريطة..! بل ويؤكد نهجها أن: (الذبح والقتل سنّة نبوية)..!!

* السؤال الذي يذبح نفسه هنا على الطريقة الداعشية: كيف جيء بهذا الإرهابي إلى الدوحة، وكيف يخرج منها ويعود إلى أرض الدواعش..؟!! فدولة قطر عضو في تحالف من أربعين دولة في هذا العالم؛ تقاتل ليل نهار؛ لمحاصرة الإرهابيين من (داعش والقاعدة والنصرة والإخوان المتأسلمين)، لاجتثاث الإرهاب الذي يهدد العالم كله..!

* ثم لم تمض ثمان وأربعون ساعة أخر؛ حتى خرجت امرأة إرهابية مع أطفالها من القصيم إلى أرض الدواعش، ملتحقة بابن لها أكبر سبقها إلى هناك..!! كيف خرجت هذه الإرهابية..؟! وكيف وصلت إلى أرض (جهادهم) الذي يزعمون..؟!

* وقبل هذه وذاك؛ كيف وصل الإرهابي الداعشي زعيم الشبكة الإرهابية الذي قاد (غزوة الحسينية) غير المباركة في يوم عاشوراء بالأحساء..؟!

* أكثر من سؤال يطرح ويذبح نفسه على خلفية الحادث الإجرامي الذي راح ضحيته أبرياء في الدالوة؛ وفي مناطق أخر من المملكة، ومنهم رجال أمن.. من أي منفذ يدخل هؤلاء الفجرة إلى الأراضي السورية والعراقية؛ ومن أي منفذ يخرجون منها..؟!

* إذا كانت منافذ الخروج والدخول هي من تركيا - وهذا ما يرجحه معظم المراقبين - فإن المواقف التركية تجاه المنطقة العربية تثير الشك والريبة حقيقة، وينبغي الانتباه إلى هذه الثغرة في دولة تزعم أنها مع التحالف الدولي ضد المنظمات الإرهابية.

* أن نقول كلمة عزاء لأهلنا الطيبين في الدالوة وفي عموم محافظة الأحساء، هذا وحده لا يكفي، لقد أبدت كافة شرائح المجتمع السعودي تعاطفها مع ذوي المصابين في الحادث، وأظهرت مواقفها النبيلة الداعمة للحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية، من قيادة، ومسئولين، وعلماء، ومثقفين، ومواطنين، وإلى جانب هذا كله؛ لا بد من إجراءات حاسمة وسريعة ضد الإرهابيين ومن حرضهم وخطط لهم ودعمهم وأيدهم، فيُقتل القتلة في مكان الحادث، جزاءً لهم وردعاً لأمثالهم ممن قد تسول له نفسه اللعب على وتر الطائفية والمذهبية، وهو يستهدف تفكيك النسيج الاجتماعي السعودي بكافة طوائفه ومذاهبه من سنّة وشيعة، وتفكيك الجدار الأمني الذي استطاع بكل اقتدار، التصدي للمشروع الإرهابي طيلة عقد ونصف، هذا المشروع الذي قام على أسس فكرية موغلة في الظلامية والتطرف، وأصبح أداة طيعة لقوى سياسية طامعة في استهداف الوحدة الوطنية لهذه البلاد، وتسعى إلى ضرب مكوناتها الاجتماعية، ومؤسساتها الأمنية، والاستفراد بكل مكون على حدة، من خلال التشويش والتشكيك، ومن ثم التحريش؛ وصب القاز على نار الفتنة التي تغذيها أطراف سفيهة من السنّة والشيعة على حد سواء، تلك التي تستغل القنوات الفضائية، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومنابر الخطب الجمعية وخلافها، لنشر ثقافة الكره والحقد بين هذا الطرف وذاك، حتى تقع الفأس في الرأس، ويبدأ كل طرف في التصيد للطرف الآخر، والانتقام منه، متناسين أو غافلين عن الخطر المحدق الذي يتهدد الوطن الواحد الذي يجمعهم.

* لم يأت حادث الدالوة الإرهابي صدفة. لقد كان في مخيلة المخططين له؛ أنهم يستفزون إخواننا الشيعة في يوم عاشوراء على خلفية الحكم الشرعي الصادر ضد (نمر النمر)، الذي كان من منبره واحداً من كبار المحرضين ومشعلي نيران الفتنة، مثل آخرين من السنّة يستغلون منابرهم الجمعية للتحريض المذهبي والتكريه الطائفي، فتحطمت آمال الإرهابيين على صخرة مواقف المواطنين الشيعة، التي أثبتت بكل قوة، انتماءهم لوطنهم، وولاءهم لقيادتهم، وحرصهم على التماسك الوطني الفذ في المجتمع السعودي الواحد، وهذا ما أشار إليه عدد من علماء الشيعة بالأحساء والقطيف، ومنهم الشيخ (حسن بن موسى الصفار)، الذي قال في تصريحات منشورة: (إن المتطرفين الإرهابيين الذين استهدفوا قتل الأبرياء في قرية الدالوة؛ إنما هم أرادوا من ذلك تفجير النسيج الاجتماعي الوطني، وإشعال الفتنة الطائفية، وإن الرد المطلوب على هذه الجريمة النكراء؛ هو تعزيز التلاحم والتعايش الوطني، بنشر ثقافة التسامح، وتجريم التحريض على الكراهية، وإدانة الشحن الطائفي).

* كُثر هم السفهاء سنّة وشيعة؛ أولئك الذين يعيثون فساداً بيننا من منطلقات دينية، فيصدقهم عوام الناس، ويُقتل بسببهم أبرياء لا ذنب لهم، وقد جاء الوقت الذي تُسن فيه أنظمة حازمة حاسمة، تجرم التحريض على التكريه الطائفي والمذهبي، وتضرب بيد من حديد على أيدي العابثين بأمن المجتمع، وتقطع ألسنة المجعجعين بالحقد والكراهية على كافة المنابر الجمعية والفضائية والإعلامية، وتنصف الأبرياء كافة، من سفه السفهاء على كافة الصعد.

* الدين الإسلامي ليس مطية لنبذ الآخر والتحريض على كراهيته وإقصائه وقتله. الدين الإسلامي محبة وسلام بين كافة البشر، فكيف إذا كان هو القاسم المشترك بين مواطني البلد الواحد.

alsalmih@ymail.com

مقالات أخرى للكاتب