20-11-2014

تجدد أو تبدد

في عام 1996م نشرت الشركة العربية للإعلام العلمي (شعاع) وذلك ضمن نشراتها التي أطلقت عليها اسم (خلاصات)، خلاصة كتاب بعنوان (تجدد أو تبدد) من تأليف جيمس أم. هيجنز ويتحدث عن مقارنة بين أسرار الابتكار في الشركات الأمريكية والأوروبية واليابانية، كما يتحدث عن معنى الابتكار الذي تهتم به منظومات

الأعمال حول العالم وفي مقدمتها اليابان والتي توقفت عن إستراتيجية التقليد وتبنت إستراتيجية الابتكار في المنتجات وفي أساليب التسويق والإدارة.

في السابق كان هناك اعتقاد أن القطاع الحكومي متأخر عن القطاع الخاص في العديد من المجالات المختلفة وخصوصا في مجال إنجاز المعاملات وطريقة عرض الخدمات ولكننا اليوم نجد أن هناك تحولا واضحا في الكثير من الجهات الحكومية والتي تقدمت بمراحل على بعض منظمات القطاع الخاص وخصوصا في مجال التعاملات الإلكترونية ويعود ذلك إلى عدم قناعة بعض القياديين في معظم الجهات بأهمية تجديد آليات العمل وتطويرها وفق الآليات الحديثة.

نشرت إحدى الصحف مؤخراً دراسة حديثة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، أشارت إلى أن 77 % من الرؤساء التنفيذيين في المملكة، يؤمنون بأن تكنولوجيا المعلومات أضحت محركاً إستراتيجياً للأعمال، وبينت الدراسة التي نشرت هذا الشهر أن 86 % من المستطلعة آراؤهم في المملكة واثقون في الاتجاهات الأربعة الكبرى لتكنولوجيا المعلومات، وهي «الهواتف والأجهزة الإلكترونية المتحركة وشبكات ووسائل التواصل الاجتماعي والحوسبة السحابية والبيانات الكبيرة»، وأكدت الدراسة بأن شبكات ووسائل التواصل الاجتماعية هي من أهم الوسائل المستخدمة اليوم لتحسين بيئة الأعمال والمزايا التنافسية، ومع ذلك فإن 81 % من المستطلعين لا يعتقدون أن تكنولوجيا المعلومات لديها ما يتطلب لمواكبة ما سيحدث في السنوات المقبلة.

إن استخدام تكنولوجيا المعلومات أصبح ضرورة اليوم ولم يعد أحد نماذج الرفاهية فهي وسيلة إستراتيجية لتعزيز وتطوير أعمال الشركات وتحسين أدائها والتواصل الأفضل مع العملاء، مع التأكيد على ضرورة التغلب على العقبات والتحديات بما يحقق الاستفادة القصوى من الإمكانات التي يمكن استغلالها.

وكشفت النتائج عن أن أهم ثلاث أولويات للأعمال عند استخدام تكنولوجيات جديدة في المؤسسات والشركات في المملكة هي: أتمتة العمليات بنسبة 42 %، وتعزيز تجارب العملاء بنسبة 45 %، والفوز بعملاء جدد بنسبة 44 %..

وأوضحت الدراسة أن الأغلبية يؤكدون بأن مؤسساتهم وشركاتهم تستشعر أهمية الدور المتزايد للأتمتة مثل وحدات التخزين المعرفة بالبرمجيات تسهم بدرجة كبيرة ومحورية في تعزيز تنمية وتطوير الأعمال. فيما أكدت نتائج محاور أخرى وردت في الدراسة المسحية، أن التكنولوجيات الجديدة ستسهم في تطوير الخصائص والمزايا الرئيسة للأعمال، بما في ذلك تحسين تجارب العملاء بنسبة 46 %، وتطوير منتجات وخدمات جديدة بنسبة 37 %، والدخول إلى أسواق جديدة بنسبة 32 %..

ومع ما تؤكده تلك الدراسة من نتائج بالنسبة لمنظمات الأعمال فإنه في المقابل تغيرت توقعات العملاء تغيرا جذريا عن الماضي فقد أصبح العملاء يتوقعون خدمة أفضل وأسرع وأسهل وتفاعلا مع شكاواهم واقتراحاتهم وتطلعاتهم وآمالهم وأصبحوا يتوقعوا أن التكنولوجيا الحديثة واستخدام تلك المنظمات لها بصورة جادة سيساهم في وصول أصواتهم للمسؤولين، وكل تلك التوقعات ساهمت وبشكل كبير في زيادة اهتمام المسؤولين بتطوير تكنولوجيا المعلومات وتحسينها والاستثمار فيها مما ساهم بتحسين درجة التواصل بينها وبين عملائها.

إن بعض الجهات في القطاع العام تشهد اليوم نقلة واضحة في تقديم الخدمات الإلكترونية مستفيدة من النقلة النوعية للخدمات الإلكترونية، وقد لاقى هذا التجدد في تقديم الخدمات استحسانا كبيرا من المجتمع، ومن الضروري أن تشمل هذه النقلة القطاعات الأخرى لتجاري الخدمات الموجودة الكترونيا فمن غير الطبيعي أن تقدم جهة خدماتها الكترونيا وتأبى جهات أخرى إلا أن تواصل العمل بالطريقة التقليدية مما سيجعلها تتبدد عاجلاً أو آجلا.

مقالات أخرى للكاتب