22-11-2014

مشاركة الجامعات، والمجتمع الملحّة..!!

منذ نهجت جامعاتنا تخصيص أيام لخدمة المجتمع، تتيح فيها للمؤسسات في قطاعاته المختلفة فرص عروض العمل، وتوظيف الجامعيين من خريجيها المنتظرين، وتقدم عروض خدماتها لإمداد الجامعات بخبراتها وتقنياتها، وإلى أن تطورت أساليب التفاعل بينها وبرامجها، وعرف الخريجون، وأعضاء هيئات الإدارة، والتدريس، والفنيين ما تقدمه الشركات، والمؤسسات، ودور النشر، ومراكز البحوث، ومصانع التقنية، من خدمات لهم في معارض دورية مختصة، وشاملة، منذ ذلك، وحتى الآن فإنّ التفاعل حيوي، وذو نتائج كثيرها انعكاساً لثمر هذا التبادل والمشاركة..

ثم هناك خدمة الجامعات للمجتمع في الجانب الأكاديمي التفاعلي الذي فيه يتم تبادل الخبرات الأكاديمية بين الجامعات، والمراكز العلمية، والمعاهد، من جانب كالتدريس، والإشراف، والدورات، وورش العمل، ومن جانب آخر المشاركة في وضع البرامج، والإسهام في المؤتمرات، وإجراء البحوث،..

لكن مع ذلك تبقى هناك خدمة تتعلق بجانب حيوي، ومجدٍ ينبغي للجامعات البدء به، وجعله واقعاً ملموساً، وهو أن تتولى الأقسام المختصة فيها وضع المشكلات الاجتماعية في جميع المجالات ضمن اهتمامها، وربطها بمشرفي الدراسات العليا، وطلابها، مع من له مساس بها، وذلك بأن تُفتح أقسام الدراسات العليا مساء للمعلمين، وللمهندسين، وللمدراء، وللمخططين، ولموظفي الخدمة الاجتماعية، وللقطاع الصحي وكل من يحتاج لمشورة في مجاله في المجتمع، كون الجامعات تبحث، وتقترح، وتنتج خبرة في جميع المجالات، ليتقدموا كل في مجاله للقسم المختص أكاديمياً، وبحثياً في الجامعة للمشاركة في وضع الحلول المناسبة لأي مشكلة يواجهونها في أعمالهم يومياً، وذلك عن طرق طرح المشكلات على طاولة المختصين، لتبادل وجهات النظر فيها، وإيجاد الحلول لها من ثم، بحيث يطبق، ويتدرب الباحثون في مراحل الماجستير والدكتوراه على مواجهة المشكلات وحلها، بإشراف أساتذتهم من جانب، ومن آخر يحقق لصاحب المشكلة وجود فرصة للتفاعل مع من ينير له، ويعينه على حلها حين تعصف حولها أفكار المختصين..، وهذا يمكّن أقسام الدراسات العليا الأكاديمية من حصر مشكلات المجتمع والبحث فيها والوصول إلى نتائج تعين قطاعات المجتمع على حلها، وتذويبها.

إنّ هذا يحدث في كبريات الجامعات العالمية العريقة، وإنه نهج أقسام الدراسات العليا فيها، به يتحقق للجامعات مشاركة المجتمع، وخدمته في مواجهة مشكلات قطاعاته باختلافها، ويمكِّن باحثي الدراسات العليا من التدريب، والتمرس، وتوسيع المدارك، وحفز الابتكار الفكري.. حين يساعدون في حل مشكلات المجتمع.

ولأنّ المجتمع الآن ينوء بكثير من مشكلات في مؤسسات التعليم فالأولى بأقسام المناهج وطرائق التعليم، والتدريس في جامعاتنا أن تقف جوار المعلم، والمخطط، والمنفذ، والمقوّم حين يواجه مشكلة أن يلجأ إلى مختصيها وباحثيها..

ولأنه ينوء بكثير من ظواهر اجتماعية تحتاج إلى تصد، ومواجهة، فإنّ على أقسام الاجتماع، وخدمة المجتمع أن تفتح أبوابها، وتخضعها لنظر المختصين فيها، والباحثين ليتولوا مع جهات العمل في المجتمع وشؤونه بحثها، وحلها..

فالمشكلات الكبرى تحتاج إلى قدرات عليا، وإلى أفكار متطورة، وإلى خبرات واعية مختصة للتصدي إليها، والعمل المشترك لحلها..

والجامعات هي بوتقات التنوير، والبحث والاختصاص، والقدرات المعرفية الأدق، والأشمل، والأقدر..، وعليها تقديمها بتنسيق مع قطاعات المجتمع.

هي خدمة مجتمع تتقدم في أهميتها..، خدمة تقديم عروض العمل، والتوظيف.. وتبادل خبرات التواصل وأقنيته..!

يشبه ذلك خدمة عظمى تقدمها الكليات الصحية، حين تنشر التوعية الميدانية لمرضى السكر، والسرطان ونحوه..

هؤلاء ينزلون الميدان، أما ما نقترحه فيكون تأسيساً لعلاقة دائمة بالتواصل داخل الأقسام العلمية في الجامعات.

Alsaggafk@

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب