لَسْنا متخلفين..!

سعادة رئيس التحرير

أورد الكاتب عبدالرحمن السدحان نماذج من أوجه القصور رأى فيها تخلفاً عن مجتمعات عاش فيها أو رآها أو عرف عنها (الاثنين 24 المحرم). النماذج التي ذكرها تشي بقصور في متطلبات ومهارات التعايش، وأعتقد أن ذلك وارد في بيئة صحراوية تستدعي المنافسة فيها على القليل إقصاء كل من يمكن إقصاؤه من المنافسين؛ ولذا تجد الناس عموماً لا يشعرون بوجود الآخر في السيارة أو في الطريق وغيرها من الأماكن العامة المشتركة عدا المقرّب جداً لهم كأفراد العائلة أو رموز القيادة.

الوصم بالتخلف يعني الإقرار بمن هو أفضل، وهذا يخلق في الناس العنت الذي يؤدي إلى التمترس ورفض اللحاق، وقد أكدت ذلك مثلاً مؤشرات التقهقر في الأمريكيين من أصول إفريقية، إذ سبقتهم أقلياتٌ ومهاجرون جدد، لأنهم انخدعوا بقيادات سياسية استغلت مشاعر الرفض لديهم، تماماً كما يفعله المحرضون ضد (التغريب) في مجتمعنا.

ربما أننا في مرحلة من البدائية يتحتم علينا العمل على التحرك منها، فبيئتنا تحسنت كثيراً وأصبح الكثيرون منا يرون نماذج تحتذى ممن سبقونا في بيئات التعايش، وليس من حق أحد اعتبارنا متخلفين لأننا نتأقلم جيداً مع بيئتنا الجديدة.

- منصور الحميدان