23-11-2014

من (الإخوان).. إلى (طالبان والقاعدة وداعش) ..عاجزون.. (ينتحرون)..؟!!

* كيف تحولت المنطقة إلى ساحات للصراعات السياسية والمذهبية والطائفية؛ الأمر الذي أضعف الحكومات المركزية، وشتت المجتمعات العربية، وفتت بعض مكونات جغرافية وسكانية وإدارية لعدد من الدول القطرية..؟!

* مَن يقتل مَن..؟ ومَن يذبح مَن..؟ ومَن يقصي مَن..؟ ومَن هو المستفيد من مهرجانات القتل والتدمير هذه في نهاية المطاف..؟!

* الجماعات المتطرفة (دينياً)، تلك التي تفرعت من جماعة (الإخوان المسلمين)؛ مثل: (القاعدة، وحماس، والنصرة، وبيت المقدس)، وغيرها على سبيل المثال؛ أو تلك التي نشأت على أفكار تكفيرية متطرفة، مثل: (طالبان، والسلفية الجهادية)، وما شاكلها من تنظيمات سلفية تكفيرية؛ ثم ما نتج عن هذه الخلطة الإرهابية فيما بعد في شكل (دولة الخُرافة الإسلامية)، هذه وتلك؛ كلها تمارس عملية انتحارية تاريخية لا مثيل لها في سابق الزمان، ولا في آخره، إنها تعطي صورة بشعة لانتحار الأمة الإسلامية بأيديها قبل أيدي أعدائها.

* تنتحر هذه الأمة؛ وينتحر معها ماضيها وحاضرها ومستقبلها، فهي التي سعت إلى هذا المصير من عدة عقود، فأخذت تحشد لمعركة الانتحار هذه فكرياً وسياسياً وثقافياً ودينياً، حتى جاء الوقت الذي أصبح لديها جيوش من الدمويين القتلة، الذين يؤمنون بما يفعلون من قتل وسفك للدماء وهتك للأعراض وتدمير حضاري، تحت ذرائع دينية غرستها في أذهانهم مشيخاتهم الدينية الضالة المضلة، عبركافة المنابر والمحابر والسبل التي تجعل من قتل الآخر وسيلة لنيل الحور العين وجنات النعيم وبرزخ الحياة في الآخرة.

* المشكل الذي تعاني منه منطقتنا العربية بشكل صارخ اليوم، بدأ ولا شك بفكرة غالطة عن الحياة الدنيا والحياة الأخرى، ثم تطورت إلى خلط عجيب بين الديني والسياسي، حتى راح السياسي يسعى لتسييس الديني، وحرص الديني على تديين السياسي، فاشرأبت أعناق الطامعين في الحكم والتسلط على رقاب العباد؛ إلى كراسي الزعامات السياسية والمكاسب الدنيوية.

* من هم أولئك الإرهابيون الفجرة؛ الذين يقتلون ويخربون ويدمرون تحت شعارات دينية في عدة أقطار عربية..؟

* هم- بدون أدنى شك- نتاج طبيعي لفكر ظلامي ظل ينخر في جسد الأمة حتى تمكن منها وأوردها موارد الهلاك. إخواني وداعشي وقاعدي وخلافهم، كلهم عرب وعجم، يجمعهم دين واحد هو الإسلام، ويجمعهم كذلك عجزهم عن فهم القيم الإسلامية لدينهم الحنيف، وعن إدراك حقيقة الإسلام؛ الذي هو دين سلام ومحبة وعلم وعمل، وليس دين قتل وخراب وتدمير.

* هذا النتاج الفاسد من الإرهابيين الذين ينتمون إلى أمة الإسلام حقيقة؛ يعبر عن عجز أمة كاملة وليس فقط عجز الفَسَدة هؤلاء، إذ لو كانت الأمة قادرة لما سمحت بهذا الناتج يخرج من بينها ليؤلب عليها العالم ، فيدمرها ويدمر العالم من حولها.

* إن هذه التنظيمات الإرهابية التي تنتمي لهذه الأمة - التي جعلها الله أمة وسطاً بين أمم الأرض- تمثل حالة مزرية من الهوان والضعف، لأمة عاجزة عن فهم دينها الحق أولاً، وعاجزة عن استيعاب المنتج الحضاري الإنساني، وعاجزة عن أن تضيف أي شيء إيجابي للحضارة البشرية، فحالة الإرهاب المنظم؛ تمثل ردة حضارية، وخروجا من التاريخ، وانقلابا على الذات، وعدوانا عليها وعلى العالم أجمع، وسط ظنون شيطانية، بأنهم منتصرون على كافة شعوب ودول العالم، وتصميم بليد على تدميركل ما تم الوصول إليه من علم ونهضة، ثم البدء من خيمة وجمل في الصحراء..!

* هذا هو الانتحار التاريخي الذي يمارس اليوم على أيدي المنظمات الدينية الإرهابية إخوانية كانت، أو قاعدية وداعشية وجهادية وحماسية ومقدسية ومن سار على نهجها الظلامي في ديار بني يعرب. انتحار الجهلة والحمقى والعجزة، وهذا ما سوف نشهده قريباً، وهو جزاؤهم الذي يستحقون، وهو فعل يفرحنا لو اقتصر عليهم وحدهم، ولكن هيهات هيهات.. فما اصطفاف دول المنطقة العربية وشعوبها مع الإرادة الدولية في الحرب على الإرهاب؛ إلا هروب من انتحاركبير يشمل كل الأمة، ويُفرض عليها من أبناء جلدتها الذين اختاروا وضع نهاية لهم بهذه الطريقة.

* من بين المقاتلين الإرهابيين في داعش والقاعدة تحديداً؛ أعداد أخرى من جنسيات أميركية وغربية وشرقية، ولا يغيب عنا أن هؤلاء يدينون بالإسلام، فهم إما أنهم متجنسون في دولهم القادمين منها، وأصولهم إما أنها عربية أو باكستانية أو أفريقية، أو أنهم من أصول غير عربية ولا باكستانية ولا أفريقية، ولكن حظوظهم العاثرة أوقعتهم في شَرك مشايخ متطرفين في مراكز إسلامية وأئمة في الجوامع، غسلوا أدمغتهم، وألحقوهم بكتائب القتل؛ طلباً للحور العين، بعد أن يَقتلوا فيُقتلوا طبعاً..!

* ما أصعب أن يحي الإنسان بفكرة قائمة على حسيات، وما أسهل أن ينهي حياته بفكرة قائمة على غيبيات.

alsalmih@ymail.com

مقالات أخرى للكاتب