24-11-2014

(حرامي الوطن) يسرق (بيتك) أيضًا!

في المزاحمية اكتشفوا أن مشروع - درء سيول - قدرت تكلفته بحوالي (3 ملايين ريال) تم تحويله إلى سور مزرعة خاصة خارج النطاق العمراني، وأن المشروع لم يقره المجلس البلدي للمحافظة كما يقول رئيسه، وأنه يُعد بذلك تجاوزاً، وهدراً للمال العام، بينما هناك مواقع سكنية (مُحيطة بالقرى) تهددها السيول!.

لا تخلو مدينة أو محافظة من هدير المعدات، المُنفذة لمشاريع الصرف الصحي، وبمناقصات فلكية مُخيفة، ولكن ما أن يهطل المطر حتى ينكشف المستور، ويسقط الرداء الجميل الساتر (لعورة المدن)! ويظهر الفساد - بوجهه القبيح - مُطلاً علينا من جديد؟!.

فضائح (المطر)، وعجز مشاريع تصريف السيول، جعلتنا - مادة للتندر - فلا مسؤول يخجل، ولا فاسد يرتدع، أتدرون لماذا؟! لأنه لم تتم حتى الآن معاقبة (الفاسدين السابقين)، بعقوبة تتناسب مع جرمهم، فالحقيقة غائبة، وملفات الفساد (تكبر وتصغر) ونحن نكتفي بعلامات التعجب، والمواطن يعتقد أنه غير معني بما يجري، وكأن المال المسروق لا يعنيه أو يخصه!.

يراودني سؤال بريء : كم يبلغ عدد موظفي (هيئة مكافحة الفساد)؟ وهل هم قادرون ومؤهلون على كشف الفساد في كل مكان، ومحاربته؟!.

هل ننتظر أن يمد الله (نزاهة) بجنود وقوة من السماء؟ لتخلصنا من الفساد المُتغلغل في كل جنباتنا؟ لن يكيفينا 500 موظف، ولا خمسة آلاف حتى!! فحبات المطر -اللامتناهية- كشفت الخائنين للأمانة، والفاسدين، ولكن عجزنا عن اتخاذ الخطوة التالية، فتحركنا ببطء، وكأنه قد أصابنا (الشلل)، والذهول؟!.

كشف الفساد - دور وطني، وواجب ديني- يجب أن يعلم المواطن ذلك أولاً، ثم يقوم يمارسه بكل حرية وثقة، فالمناهج الدراسية يجب أن تزرع الثقة لدى (الجيل السعودي الشاب) ليقول (للمُفسد) قف بكل وضوح!! يجب أن نسمع من (أفواه الخطباء على المنابر) الدعوة للتعاون، وحث الناس على (الإبلاغ) عن أي تقصير يرونه، أو خيانة يعلمونها (كواجب ديني)!.

لن ينتهي الفساد، إلا إذا تخلصنا من السلبية، ونجحنا في أن يُعامل كل مواطن (أي حرامي) يسرق وطنه، كما لو كان يحاول سرقت (بيته) وأطفاله؟!..

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب