على هامش فعاليات المؤتمر الثاني للزهايمر

الأميرة مضاوي في حوار مع «الجزيرة»: مرض الزهايمر ما زال تحت المجهر

الجزيرة - محمد السنيد:

نوهت سمو الأميرة مضاوي بنت محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن، نائب رئيس مجلس الإدارة رئيسة اللجنة التنفيذية للجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر، بالخطط التنفيذية لدى الجمعية التي حققت العديد من مسارات العمل الخيري بالمملكة، ووصلت إلى مناطق المملكة كافة.

وقالت سمو الأميرة مضاوي في حوار لـ»الجزيرة» إن الجمعية حظيت بتقدير واهتمام محلي وعالمي؛ فقد حصلت على جائزة «شايو» من قِبل الاتحاد الأوروبي، متوقعة أن يشهد المؤتمر الثاني حضوراً كبيراً من المهتمين في هذا المجال من خبراء دوليين ومحليين.

والى نص الحوار:

* سمو الأميرة.. هل لنا أن نطلع على أهداف المؤتمر الدولي الثاني، وأهم المحاور التي سيناقشها؟

- قالت: المؤتمر تجمع علمي، يبحث ويناقش قضايا ملحة مع علماء من بلدان مختلفة تحت سقف واحد، بهدف تبادل التجارب والخبرات المهنية والبحثية التي ستستفيد منها شريحة عريضة من المتخصصين والمهتمين بتلك القضايا. وإنّ هذا المؤتمر جاء ليبحث في مرض الزهايمر الذي ما زال تحت المجهر، كما أننا نتوق إلى معرفة كل جديد عن هذا المرض من حيث تقدم التشخيص، والعلاج، وطرق الرعاية، والتعامل مع المصاب بالمرض، وكيفية تقديم المساعدات اللازمة لمقدمي الرعاية لهم.

أما عن محاوره، فسيناقش المؤتمر ستة محاور، هي: تخفيف مخاطر مرض الزهايمر «الأدلة الحالية»، الخدمات التمريضية للمسنين في دور الرعاية «الاحتياجات والتحديات»، التوجهات الشائعة حالياً للبرامج النفسية التربوية لمقدمي الرعاية لمرضى الزهايمر، مرض الزهايمر والعلاج بالخلايا الجذعية «التوجهات المستقبلية»، التعديل العصبي بوصفه علاجاً واعداً لأعراض مرض الزهايمر، تصميم بيئات آمنة ومكيفة لخدمة مرضى الزهايمر.

* سمو الأميرة.. ما حجم المشاركات في ذلك المؤتمر على المستويَيْن الدولي والمحلي؟ وماذا عن التوصيات التي تمخض عنها ذلك المؤتمر؟

- قالت: هذا المؤتمر نعتبره خطوة وطنية في التصدي لهذا المرض، الذي بدأت نسب الإصابة به في الارتفاع، كما نعتبره انطلاقة علمية حقيقية لبرامج الرعاية والتأهيل المطلوبة لمرضى الزهايمر.

أما توصيات المؤتمر فأؤكد أنّ الجمعية ماضية في تنفيذ برامجها وأهدافها وفقاً لتلك التوصيات، ومن ذلك فقد نفذت الجمعية عدداً من ورش العمل، التي تأتي استمراراً لجهود الجمعية في التوعية والدعم الموجَّه للمجتمع والمصابين بهذا المرض. كما أن جهود الجمعية في هذا المجال امتدت لتشمل عدداً كبيراً من مدن ومناطق المملكة؛ إذ كان من بينها افتتاح عيادات لمرضى الزهايمر في عدد من المستشفيات الحكومية، والمطالبة بشمول المرضى في التأمين الصحي، وكذلك تدشين السجل الوطني وقاعدة البيانات الخاص بالزهايمر. ونحن في الجمعية حريصون كل الحرص على التعاون مع الجهات المعنية والمتخصصة كافة لرفع مستوى الثقافة الصحية لدى المجتمع.

* سمو الأميرة.. نود أن نلقي الضوء على الاستعدادات التي تمت لتنظيم هذا المؤتمر، ومدى تفاعل المعنيين به، سواء داخل المملكة أو خارجها؟

- قالت: لقد بدأنا منذ وقت مبكر في التحضير لتنظيم المؤتمر. وإنّ قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة تحظى بتفاعل مجتمعي منقطع النظير، وهذا تأكيد لروح الشراكة التي تميز قطاعات المجتمع السعودي، وحرص الأطراف كافة على أداء مسؤولياتها الاجتماعية في أرقى صورة. وقد لمسنا إقبالاً غير مسبوق من الباحثين والمهتمين من خارج المملكة وداخلها.

* سمو الأميرة.. هل ترون أنّ هذا المؤتمر يمكن أن يسهم في تطوير برامج الرعاية وتوسيع دائرة الخدمات المقدمة لمرضى الزهايمر في المملكة؟

- قالت: نحن نعد المؤتمر خطوة وطنية في التصدي لمرض الزهايمر، كما نعتبره انطلاقة علمية حقيقية لبرامج الرعاية والتأهيل المطلوبة لمرضى الزهايمر. والجمعية لم تكن لتعمل بمعزل عن جهات تساند توجهاتها، سواء كانت توعوية أو بحثية أو صحية، بل إن الجمعية تعتمد على استراتيجية بعيدة المدى، تتعلق بالعمل الجاد نحو تسهيل حياة مرضى الزهايمر وأسرهم ومقدمي الرعاية لهم، كما تعمل على استثمار الفرص والإمكانات المتاحة كافة لتطوير كل ما يتعلق بالمرض وأساليب ووسائل الوقاية من تفشيه.

* تفردت الجمعية بالعمل وفق رؤية مبتكرة، تتضمن المساهمة بشكل فاعل ومؤثر في خدمة مرض الزهايمر.. هل يعني ذلك أنّ الجمعية طرقت آفاقاً جديدة في هذا الجانب؟

- قالت: إن حضور الجمعية ودورها على الصعيد الوطني جاء بوصفه نتاجاً لتفاعل قطاعات عديدة من المجتمع، ورؤية ثاقبة وجهداً رائداً ممن أخذوا على عاتقهم رعاية هذه الجمعية وتبني قضيتها. كما نجحت الجمعية في بناء جسور من التعاون مع العديد من الأكاديميات المتخصصة والجامعات والخبراء الاستشاريين من داخل المملكة وخارجها، واستقطابهم لتقديم المشورة والرأي وتنظيم مؤتمرات دولية وندوات ودورات تدريبية في مجالات تتعلق بتحجيم سلبيات الزهايمر، وتأهيل المصابين بالمرض.

* ماذا لديكم من برامج لتأهيل الأسر للتعامل مع مريض الزهايمر؟

- قالت: تواصل الجمعية بإشراف مباشر من لجنة مقدمي الرعاية لتنفيذ برنامج بناء قاعدة معلومات متكاملة، يتضمن حصراً لأعداد المرضى المشخصين بالزهايمر، الذين تقدم لهم خدمة الرعاية المنزلية، والإعداد لتطبيق برنامج تدريب يخص أهالي المرضى وذويهم، وبرنامج تدريب الأخصائيين الاجتماعيين والممرضين والممرضات، وبرنامج تدريب للمتطوعين. مشيرة إلى أن الرسالة الإعلامية أساسية في التعريف بأهداف الجمعية ورسالتها، وتثقيف المجتمع وتوعيته حول مرض الزهايمر، والعوامل المسببة له.