وعندي مما قالت شيء، وأشياء...!!

حدثتني صديقتي فقالت:

جاري تعوّد أن يهدر الماء..، وكلما خرجت أو عدت لداري أحتاج للتخلص من طمي مائه، وتراب شارعنا..

أتخيل أطراف عباءتي قد شكت «الهجاج» وكذلك أطراف ثيابهم... صوت احتجاجها يصك صبري..!

قالت سأكتفي بالدعاء له، لأنه ذكي يعرف متى يهدر الماء..، ويتهرب من عيون المراقبين، يقتنص وقت غيابهم..!!

* * *

وقالت:

في غمضة عين نشأت مدرسة أمام منزلي، شهور قليلة للغاية وتعالت أصوات طلابها، وهدرت مكبرات نشاطها..، وازدحمت مفارق البيوت، وأرصفة الشارع بعربات مرتاديها..،

بينما كنت أتخيل أنّ الأمثل، والأصح أن لو أنشئت مزوّدة بمواقف أرضية قبل نهضة فصولها، ومكاتبها..

لقد غاب عن صبحي، وظهري هدوءهما.. وتخيلت الشارع يشكو اختناقه..

كما أنّ العصافير التي تطربني لم تعد تنال رحابة المدى أمام أجنحتها.. ففرَّت... ربما لتصغي لمن في المدرسة لتتعلم..!!

* * *

وقالت:

على الجانب الأبعد قليلاً موقع شاسع لدوريات الجهة الأمنية..

ومع أنّ الجيران أتخيل مثلي يشعرون بالاطمئنان لجيرتهم لنا في الحي، بما توحيه تلك البزات التي يرتدونها، والعربات التي تحمل شعارهم لا تغيب عن طرقنا، وممراتنا.. إلاّ أنّ مواعيد تبادلهم العمل يجعل الطريق الطويل وقفاً لهم، وانعطاف مساراته جهة موقعهم مشغولاً بعرباتهم الرسمية يتبادلونها بخاصتهم..،

وكثيراً ما تأخرت عن جهة أقصدها لأنني جئت توقيتاً خلف عرباتهم..

ثم أردفت، ومع هذا فإنّ هممهم العالية، والتزامهم بمواعيدهم، وقيامهم بأدوارهم يبرر لي أن أدعو لهم، ولا أتذمّر من أحدهم..!!

* * *

وقالت:

أصر على ابني الصلاة في المسجد الذي يقابل بيتي، وحين يعود يقول لي: أنا الصغير أصلي في المسجد، والكبار في بيوتهم، وحين أسأله التوضيح يخبرني أنّ الصلاة قامت على صف واحد لم يكتمل عدد المصلين فيه بعدد أصابع يدين..!!

صغيرها تقول إنه يقول: بينما عدد البيوت في جوارنا، وعدد من فيها من الرجال لو حضروا الصلاة جميعهم لتزاحمت الصفوف..!!

* * *

وقالت وقالت...

* * *

أصغيتُ إليها وفي دخيلتي شيء، وأشياء أخرى مما قالت...!!