مدير عام التسويق والاتصالات في مجموعة ناس القابضة لـ «الجزيرة»:

الشركات الجديدة لابدّ أن تصنع الفرق للمسافر السعودي بدلاً من تكرار التجارب

حوار - عبيد الشحادة:

أكد وائل بن محمد السرحان، مدير عام التسويق والاتصالات في مجموعة ناس القابضة، أن طيران ناس لا يتخوف من المنافسين القادمين لسوق النقل الجوي السعودي، مشيراً في حديث مع صحيفة (الجزيرة) إلى أن سوق النقل الجوي السعودي يستوعب العديد من شركات الطيران شريطة أن يتم تنظيم السوق وتطوير بعض الأنظمة والقوانين لكي تكون المنافسة عادلة بين كل الشركات. وأوضح في حديثه أن الصعوبات والعقبات التي واجهت طيران ناس خلال السنوات الثماني الماضية كفيلة باكتسابها الخبرة الكافية للتغلب على أيّ منافسات جديدة، مؤكداً على أن السوق السعودية بحاجة إلى شركات تصنع الفرق في نوعية وجودة الخدمة التي تقدمها للمسافر السعودي أو المقيم. وعبر السرحان عن اعتزاز شركة طيران ناس بوصفها شركة وطنية مملوكة للقطاع الخاص السعودي في تبني برامج تدريب وتأهيل للكوادر السعودية في مجالات دقيقة مثل مساعدي الطيارين ومهندسي صيانة الطائرات والمرحلين الجويين وغيرها.

إلى نص الحوار:

(ناس) لكل الناس

"ناس" عرفها الناس كشركة طيران سعودية، وربما لا يعرف الكثيرون دلالة هذا الاسم ومصدر اشتقاقه؟

- "ناس" هو اختصار لاسم الشركة الوطنية للخدمات الجوية (National Air Services) - NAS - ومن جماليات اللغة العربية أن هذا الاسم يتناسب مع الخدمات التي تقدمها الشركة لكل الناس كوسيلة نقل جوي وطنية تستوحي اسمها من الناس الذين تخدمهم.

أصبحنا رواد الطيران الاقتصادي

طيران ناس نجح في إرساء مفهوم الطيران الاقتصادي في المملكة متخطياً مصاعب التجربة الأولى في البلاد، كيف تسنّى له ذلك؟

- الطيران (منخفض التكلفة) أو ما يعرف بالاقتصادي هو مفهوم جديد على وسائل النقل الجوي في المملكة العربية السعودية، وطيران ناس كانت أول شركة طيران اقتصادي؛ لذلك فإن التجربة كانت مليئة بالصعوبات والصراعات ولاسيما أن اللاعبين الوحيدين في السوق في ذلك الوقت كانوا شركات الطيران التقليدية والتي كانت تسيطر على كامل السوق، بل إن السوق بذلك الوضع لم يكن يسمح لشرائح أخرى من المسافرين بالتفكير في وسيلة نقل كطائرة. ولانزال نصارع للقضاء على المتبقي من هذه المعوقات التي تعترض قطاع الطيران الاقتصادي السعودي لقناعتنا أنه الأنسب للمسافر السعودي. وفي فبراير من العام المقبل تكون طيران ناس قد أكملت ثماني سنوات من عمرها، وبفضل الله حققت خلالها الريادة في تجربة الطيران الاقتصادي، حيث يعود الفضل بعد الله أولاً ثم لتعاون هيئة الطيران المدني السعودي في المملكة واقتناعهم بدرونا وبما نقدمه في سوق النقل الجوي ونعمل معهم تحت مفهوم شركاء النجاح.

السوق السعودي كبير ومحفز

ولكن البعض يقول إن دخول شركات طيران جديدة للعمل في السوق السعودية أمر محير ومختلف عن ماذا تشيرون إليه؟

- إن سوق النقل الجوي السعودي يعتبر كبيراً جداً ومحفزاً للاستثمار سواء بين المحطات الداخلية أو مع المحطات الخارجية، ولكن الأهم من التسريع في دخول الشركات الجديدة للسوق هو تطوير وتحسين بيئة العمل في السوق لكي يكون ملائماً لنجاح كل الشركات وتحقيق النمو المأمول من جانب حركة النقل الجوي.

المستجدون لابد أن يأتوا بالجديد المفيد

هذا يدفعني لسؤالك، كيف تستعد طيران ناس حالياً لمواجهة المنافسين الجدد القادمين لهذه السوق؟

- أعود للتأكيد بأن السوق السعودي يعتبر الأكبر في المنطقة وهو محفز ومناسب لكل الشركات للعمل فيه، والحمد لله أننا في طيران ناس مع كل خبراتنا وإمكاناتنا التي أكتسبناها طوال السنوات الماضية أصبحنا قادرين على مواجهة أي منافسين أو أي تأثيرات على السوق التي نعمل بها، واعتقد أنه من الأفضل أن تركز الشركات الجديدة على تقديم الجديد للسوق السعودي بما يتناسب مع احتياجات المسافر السعودي وذلك أفضل من التركيز على محاربة ومنافسة الشركات الموجودة في السوق.

نختار وجهاتنا بعناية

طيران ناس يختار محطاته الداخلية، على أساس المردود الاقتصادي، ولكن هناك مواطنين بحاجة إلى السفر من هذه المناطق، كيف تقيمون دوركم في هذا المجال، وماذا عن الرحلات الخارجية؟

- نحن شركة سعودية وطنية، ويعتبر المسافر ركيزة هامة في أهدافنا ونوازن بين ذلك وبين مصالح الشركة من أجل استمراريتها ونمو أعمالها. كما أن اختيار المحطات الداخلية يتطلب دراسات دقيقة تشاركنا فيها الهيئة العامة للطيران المدني من حيث الوجهات والمدن المستهدفة.. ولاننسى أننا كشركة سعودية وطنية نضع احتياجات ومتطلبات المسافر السعودي كأساس في اختياراتنا ونعتبر النقل الداخلي مهمة وطنية. أما الرحلات الدولية فقد اخترنا في البداية وجهات إقليمية مطلوبة حيث سيرت رحلاتنا إلى معظم الدول العربية وتشمل جمهورية مصر عبر مطارات (القاهرة، الإسكندرية، أسيوط، شرم الشيخ، سوهاج، أسوان، والأقصر)، والجمهورية السودانية، والأردن، الإمارات العربية المتحدة (دبي، الشارقة)، الكويت، بالإضافة إلى ثلاث وجهات في تركيا تشمل إسطنبول، أنطاكيا وأضنة. وتفخر طيران ناس بأنها واحدة من شركات الطيران الأقليمية القليلة التي ترتبط باتفاقية (الرمز المشترك) مع طيران الاتحاد بحيث يتم تسهيل حصول المسافرين على رحلات متتابعة للوجهات التي يرغبونها مع طيران الاتحاد.

أسطول طيران ناس إلى الآن 27 طائرة

كم عدد الأسطول الجوي الذي تملكه الشركة؟.. وكم عدد الوجهات والمسافرين الذين نقلتهم طائراتكم، وأهم الإنجازات؟

- إلى الآن يتكون أسطول طيران ناس من 27 طائرة، وليس المهم في عدد الأسطول ولكن الأهم هو جودة الخدمة التي نقدمها للمسافر والسعر الذي يحصل عليه. وخلال السنوات السبع الماضية ركزنا على المحطات التي تتناسب مع احتياجات المسافر السعودي ووصلنا حتى الآن إلى 25 وجهة داخل وخارج المملكة عبر 950 رحلة أسبوعياً.. أما بخصوص أعداد المسافرين الذين استقلوا طائراتنا فقد حققنا نجاحاً مميزاً بتشغيل أكثر من 170.000 رحلة حملت أكثر من 18 مليون مسافر خلال السنوات السبع الماضية. وتتمثل أبرز إنجازات طيران ناس بدايةً من إطلاق هويتها الجديدة وتعزيز مكانتها في سوق النقل الجوي على المستوى المحلي والإقليمي، وذلك بطرح عدة خدمات جديدة للركاب من أبرزها خدمة درجة الأعمال، بالإضافة إلى زيادة الحصة السوقية في سوق النقل الداخلي، حيث بلغت حصتنا السوقية في مطار الملك خالد (16.5%) وتحقيق نمو في عدد الركاب بلغ (32%) في يوليو 2014 حسب الإحصائيات التي كشفت عنها إدارة المطار. إضافة إلى إطلاق تطبيق طيران ناس والذي يعد أول تطبيق إلكتروني لخدمات الطيران عبر الهواتف الذكية (الايفون - الاندرويد) حيث تأتي هذه الخطوة تأكيداً على اهتمام الشركة بضيوفها والتطوير المستمر للخدمات لتسهيل عمل الحجوزات والارتقاء بتجربة السفر لضيوف طيران ناس بخدمة عصرية بلا ورق. وقد تتوجت هذه الإنجازات بالحصول على 7 جوائز عالمية وإقليمية هذا العام.

درجة "الأعمال" خدماتنا للجميع

يعتقد البعض أن الطيران الاقتصادي لا يخدم سوى شرائح درجة الضيافة الاقتصادية، كيف غيرت طيران ناس من هذا المفهوم؟

- في نهاية عام 2013م انتهج طيران ناس إستراتيجية جديدة شملت تغييرات في هوية الشركة وتطوير الخدمات لكي تكون أكثر قدرة على تقديم كافة خدماتها لكل فئات وشرائح المسافرين وتحقيق المزيد من النمو من خلال تحديث أسطول الطائرات وإضافة المزيد من الوجهات الرئيسة لشبكتنا على المستوى المحلي والإقليمي. وشملت هذه التغييرات أضافة درجة الاعمال والتي تخدم شريحة هامة من المسافرين بخدمات مميزة وراقية وبجودة عالية وبأسعار تنافسية.. وتضم مقصورة درجة الأعمال ثمانية مقاعد مريحة بتصميم خاص، يبلغ عرض كل منها 48 بوصة بالإضافة إلى مسافة 40 بوصة بين كل مقعدين، والتي تضمن للضيف الاسترخاء بحرية مع مرونة تعديل المقعد بوضعيات مختلفة واستخدام مساند مريحة لليدين والقدمين.

ندرب طيارين سعوديين ونخدم المجتمع

نجح طيران ناس في توظيف الكوادر الوطنية، ومنحهم الفرصة ليكونوا طياري المستقبل، ماهي سياستكم في هذا المجال؟.. وماذا حققتم حتى الآن؟.. وماذا عن دوركم في المسؤولية الاجتماعية؟

- أسس طيران ناس برنامجاً وطنياً لتمكين الشباب السعودي من قيادة أسطولنا من الطائرات أسميناه (طياري المستقبل) وتطمح خطة الشركة إلى تخريج 100 طيار مساعد. ولم نكتف بهذا البرنامج بل يوجد لدينا برامج أخرى تحمل نفس الأهداف ومن بينها برنامج "تأهيل المرحلين الجويين" والذي تخطط الشركة لتخريج 50 مرحلاً جوياً، وكذلك برنامج "تأهيل المضيفين الجويين" والذي نخطط لتخريج أكثر من 150 مضيفاً سعودياً. بالإضافة إلى برنامج "تأهيل مهندسي صيانة الطائرات" الذي تقوم به الشركة تحت إشراف شركة "ناس-تك" لصيانة وهندسة الطائرات وهي الذراع التقني لشركة ناس القابضة، وقد ضمت الدفعة الأولى 30 متدربا سعودياً؛ يتم تأهيلهم للحصول على رخصة الـ EASA الأوروبية لهندسة وصيانة الطائرات.

وفي سياق المسؤولية الاجتماعية عملت الشركة من خلال برنامج طيران ناس لخدمة المجتمع على إطلاق العديد من المبادرات الاجتماعية والوطنية، ومن هذه المبادرات نقل المرضى المحولين من الصندوق الخيري لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية مجاناً. وكمثال آخر قدم طيران ناس حملة (تبرع لوجه الله وسافر بحفظ الله) ليصبح طيران ناس بذلك أول شركة طيران في المملكة تتبنى هذا المفهوم من العمل الطوعي الإلكتروني من خلال التبرع بشكل ميسر لحساب جمعية الأطفال المعوقين عبر أيقونة تبرع في الموقع الرسمي لطيران ناس. وكذلك توقيع اتفاقية رسمية مع جمعية سند الخيرية لرعاية الأطفال المرضى بالسرطان، يقوم طيران ناس بموجبها بالتعاون مع الجمعية من خلال برامج خاصة تشمل تذاكر مجانية لهم ولعائلاتهم على رحلات "طيران ناس".