26-11-2014

عزيزتي وزارة الثقافة والإعلام

كنت وما زلت أرى بأن أجمل وأنبل تكريم للكاتب هو تكريمه لنفسه بتركيزه على كتابته وإخلاصه لها، بالصدق في كلماته وأفكاره، وسمو أهدافه، لكن هذا لا يمنع أن إحساس الآخرين بالكاتب واهتمامهم به يبقى أمراً جميلاً وإن لم يكن ملحاً وحتمياً لأسباب كثيرة، أولها وليس آخرها أنه من المؤلم لأي مبدع أو كاتب أن يعيش غريباً بين أهله وفي وطنه.

منذ فترة ليست بالقصيرة حدثت أحد المسؤولين التنفيذيين وهو كاتب في الوقت ذاته، حيث سبق لي أن تلقيت رسالة منه يطلب فيها إبلاغه بوسيلة للتواصل معي من قبل وزارة الثقافة والإعلام.. غاب كل منا في شأنه ثم بلغنا إحدى المناسبات الثقافية، حيث رأيت تكريماً لبعض الكتّاب والكاتبات، وسوف أتحدث عن الجانب النسائي بما أنه هو الأقرب من دائرة تواجدي، رأيت بأنه تم توجيه الدعوات لبعض الكاتبات الشابات المستجدات في حين لم يتم تكريم كثير من الكاتبات في جيل سابق رغم أنهن ما زلن على وجه الأرض، وما زلن متواجدات في الساحة! هذا إذا علمنا يقيناً بأن ثمة فرقاً شاسعاً ما بين الكاتبة وراقصة «البالية».

كانت وسيلة التواصل بيننا كتابية على إحدى وسائل التواصل الحديثة التي وفرت علينا الكثير من الوقت والجهد، أعود إلى المحادثة، سألته حول موضوع التباين في التكريم (أقصد في الدعوة إلى المناسبة) ما بين فئة وفئة ومن المسؤول؟!

أجابني: التكريم بالدعوات قد لا يكون بسبب الإبداع فقط وإنما لأسباب أخرى.. والعهدة على الراوي..

سألته بدهشة: ما هي؟

أجاب بأنه الآن يعاني كثيراً بسبب امتلاء فمه بالماء ولن يتمكّن من الحديث!

وما زلت منذ حوالي عام بانتظار أن يفرغ فمه من مصيدة الماء التي تربصت به، كي يستطيع عندها الحديث بصدق وطلاقة، أقول ذلك وأتمنى أن لا يكون قد غرق في شبر ماء، كما حدث لمدينة «جدة» الحبيبة، سيدة الساحل الغربي.

* * *

**لم أقرأ رواية «فرانكشتاين في بغداد» للكاتب العراقي أحمد سعداوي، ولا معرفة لي مباشرة بمؤلفها، لكنني قرأت تعليقاً مضحكاً لإحدى المعنيات بالثقافة تقول فيه: بأنها حين قرأتها شعرت بأنها تبتلع «ضفادع» ولا أدري كيف يبدو هذا الإحساس؟! لكنها أرادت منه التعبير عن عدم تقبلها للرواية وعدم إعجابها بها، أيضاً قرأت رأياً لكاتب آخر شبيهاً برأي السيدة سالفة الذكر، لكنني شخصياً لا أستطيع إطلاق حكم نهائي على الرواية حتى أنهي قراءتها بدون وسيط. الجدير بالذكر أن رواية «فرانكشتاين في بغداد» قد نالت جائزة البوكر/ المركز الأول لعام 2014 .

مقالات أخرى للكاتب