نص

خابية الرمل

الرمل الذائب

من فرط سكونه

يمنح الحياة

بعد مطر همى

ليل البارحة..

للرائحة البكر

فرصة أن تتكون،

وللغضاة الوارفة

أن تنفح العابرين

جذل شميمها العَطِرْ.

****

المطر وإن غمر

(خابية الرمل)

لا تأمن جانبها

أيها الراحل

في أعماق الرمل..

فهي وإن أطرقت بصمت

فثق أنها تُعدُّ مكيدة

لعابر يجهل

تضاعيف المفازة،

وعنادها المكابر.

****

لا يستر

وهج الشمس

في الفلاة

سوى صبر الراعي

على التحمل

.. فَظِلُّ جمله

قد يكون هو الملاذ

حينما تنأى

الشجيرات بظلها

عن الرعاة

في تعامد ظهيرة

مع يوم قائظ.

****

سِحَنْ الرعاة

لها هيئات عجيبة،

فلم يعد

وهج الشمس

من يلون أجساد الرعاة

والعابرين لتضاعيف الرمل،

إنما باتت الألسن - الآن -

هي ما تستطيع

من خلالها

أن تميز بين الغريب

عن الصحراء

والقريب منها.

****

حينما تزهر

الأمكنة،

وتضوع الورود

الربيعية بهاء

عطرها في

فلاة قفر

تأكد أن الحياة

هنا عابرة، وقد اقتربت

من نهايتها،

فما بعد ينعة الأزهار

إلا ذبولها المحتمل.

- سالم المديهش