المؤسسات الإسلامية تُجرِّم الدعوة .. والقوى المدنية ترفض الحشد المضاد

مصر تُواجه اليوم فتنة «رفع المصاحف» بسيف القانون وقوة الرصاص

القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - نهى سلطان:

طالبت جماعة الإخوان أنصارها في مصر بالاحتشاد في كل مكان تلبية لنداء الجبهة السلفية التي دعت لمليونية «رفع المصاحف» ومواجهة الشرطة والجيش بكل وسيلة لإسقاط النظام على حد قول الداعين لفعاليات اليوم الجمعة، وشددت الجماعة على عناصر خاصة النساء بالتواجد بكثافة في الميادين منذ الصباح الباكر لإرباك السلطات الأمنية، غير أن حلفاء الإخوان من الأحزاب الإسلامية خذلوا الجماعة وقفزوا مبكراً من مركب «فتنة رفع المصاحف» بعدما أثارت الدعوة استياء الشارع المصري وعلماء الأزهر، فضلاً عن قوة الاستعدادات التي أعلن عنها الجيش والشرطة في مواجهة دعاة التخريب، بما في ذلك استخدام الرصاص الحي، لكل من تسوّل له نفسه القيام بأفعال إرهابية ضد مؤسسات الدولة أو أفراد الجيش والشرطة الذين انتشروا بكثافة في كافة الميادين الرئيسية بالمحافظات، وأكدت مصادر أمنية أن قوات الأمن على استعداد كامل للتعامل مع أي مظاهرات أو أعمال شغب أو بلطجة من شأنها أن تزعزع الأمن القوى للبلاد، وأنها لن تتهاون في مع أي محاولة للخروج عن السلمية وسيكون الرد سرياً وحاسماً، وأضافت المصادر، أن هناك تنسيقاً كاملاً بين الإدارات المختلفة داخل وزارة الداخلية لمتابعة سير الأحداث، فضلاً عن انتشار مكثف لقوات الأمن ووحدات التدخل السريع التي ستعمل على مدار الساعة. فيما كشفت مصادر مطلعة أن إعلان أصحاب دعوات التظاهر اليوم نزول الشوارع عقب صلاة الفجر بالمصاحف، ما هو إلا خديعة من قبل القائمين على التظاهرات لإحداث حالة من الفوضى المبكرة في صفوف قوات الأمن، حتى تقوم قوات الأمن بالنزول بكامل قوتها في الشوارع، وبالتالي تستطيع هذه القوى المنظمة للفعاليات بتنظيم صفوفها باستهداف قوات الأمن من خلال قيام العناصر الميدانية برصد عتاد قوات الأمن والمناطق التي سيتركز فيها.

وأوضحت المصادر أن العناصر الميدانية التي سيتم توزيعها في المناطق سترصد تحركات قوات الأمن وإبلاغ غرفة العمليات التي سيكون لها فرعان، الأول داخل مصر وسيتواجد فيه القيادات الذين سيحركون عناصرهم في الشوارع من خلال الرصد الميداني الذي سيقوم بإبلاغهم بجميع تحركات الأمن، والغرفة الثانية ستكون خارج مصر، التي ستتابع الأوضاع بشكل عام.

لكن خبراء الأمن أكدوا أن جماعة الإخوان فشلت وهي في السلطة ثم فشلت بعد الإطاحة بها من السلطة، وستفشل كالعادة في حشود اليوم خصوصاً أن الشعب والجيش والشرطة يقفون بالمرصاد لمثل هذه الدعوات التخريبية، وقال الدكتور نبيل فؤاد الخبير السياسي وأستاذ العلوم الإستراتيجية إن الدولة ستعمل وفقاً للآليات القانونية خلال تظاهرات اليوم التي تهدف إلى تحقيق دورها وواجبها تجاه المواطنين وهو حمايتهم من أي محاولات للشغب أو عنف من شأنها أن تؤثر في مصالح الناس، وأكد فؤاد أن قانون التظاهر سيكون أداة الجهات الأمنية التي ستعمل بمقتضاه على تفعيل الإجراءات لحماية الدولة والشعب ضد أي محاولات لإثارة الشغب، أو استهداف المنشآت الحيوية المهمة ومصادر الثروة القومية والأهداف الحيوية للدولة.

إلى ذلك رفضت القوى المدنية والأحزاب السياسية الدعوات التي ظهرت مؤخرًا للنزول بالميادين اليوم الجمعة للتظاهر في وجه قوى جماعة الإخوان وأنصارها الذين أعلنوا تنظيمهم مظاهرات باسم «انتفاضة الشباب المسلم» وأكد مصطفى بكري، القيادي بائتلاف الجبهة المصرية، أنه لا يرى داعيًا لنزول المواطنين الميادين اليوم الجمعة المقبل لدعم الدولة المصرية في وجه الجماعات الإخوانية والسلفية، لافتًا إلى أن هناك مخاوف من نزول المصريين في هذا اليوم وأن ذلك قد يحدث ارتباكًا في تعامل قوات الأمن مع الإرهابيين.

وأضاف بكري أن الشعب المصري دائمًا يعرف دوره ويقوم به ولكن التصدي لتلك الجماعات هي مهمة الجيش والشرطة بالأساس، وعلى المواطنين أن يقوموا بحماية منازلهم فقط.

في حين توحدت المؤسسات الدينية الرسمية ضد دعوات رفع المصاحف والزج بكتاب الله في المظاهرات، وحرمت مؤسسات الأزهر ودار الإفتاء وجامعة الأزهر ووزارة الأوقاف الزج بالقرآن وكتاب الله في الصراعات السياسية لإثارة القلائل والفتن والعنف.

وأكد الدكتور شوقي علام مفتي مصر في كلمة مصورة وجهها إلى الأمة، أن شعب مصر الأبي، بما لديه من حسٍّ ديني، وبما لديه من توقير وإجلال ومحبة لكتاب الله تعالى، وبما خاض من تجارب، وبما تراكم لديه من خبرات، لن يكترث لمثل هذه الدعوات ولن يتأثر بها أبدًا، بعدما رأى أن بلاده تسير قُدمًا في طريق النمو والاستقرار.

موضوعات أخرى