اللغة العربية ضمير الأمة ومرآتها الحضارية

عبدالله بن حمد الحقيل

اللغة العربية لغة القرآن والتراث المجيد يتجسد فيها البيان العذب المشرق الجميل والمعنى الرائع البديع، وتبرز فيها البلاغة والفصاحة، وسماها القرآن الكريم اللسان العربي المبين. ولقد صمدت خلال القرون الطويلة بفضل انفتاحها المستمر على الثقافات والحضارات وقطعت مراحل حضارية وفكرية لم تقطعها اللغات الأخرى لطول عمرها وعطائها وقدرتها، ولذا ينبغي الحفاظ عليها والاهتمام بها، فهي لغة معطاء. ولعل مما يؤسف له شيوع الكثير من المصطلحات والمسميات الأجنبية تنتشر بيننا اليوم في هذه البلاد مهد الفصحى، وهذا عقوق للغة في عقر دارها، ويلاحظ المرء انتشار العديد من المسميات الأجنبية الإنجليزية، كما أن كثيرا من اللوحات واللافتات الإعلانية على المحلات التجارية وعلى الطرق الداخلية والسريعة تحتوي على أخطاء لغوية ونحوية لا ينبغي الوقوع فيها، فهناك خلط بين الفاعل والمفعول، المبتدأ والخبر وعدم التمييز بين همزة الوصل والقطع وهاء الضمير وتاء التأنيث وإثبات ياء المنقوص وألفه مع فصل الأمر وعدم الاهتمام بأبسط القواعد العربية والسكنات والحركات والمعنى والدلالات.