29-11-2014

ملف الإشاعة في جامعة الملك خالد

تناول المؤتمر الدولي (الإعلام والإشاعة) الذي نظمته جامعة الملك خالد في أبها يوم الثلاثاء الماضي الاشاعة في وسائل الإعلام وحشدت جامعة الملك خالد له نخبة من المتحدثين من أساتذة الإعلام والعلاقات العامة والمهتمين في مجال الدراسات الاجتماعية من العديد من دول العالم، لكن أبرز ما لفت الانتباه وجود طلاب وطالبات الجامعة من تخصصات العلاقات العامة والإعلام، والحاسب الآلي، وتخصصات العلوم الإنسانية من الطلاب الذين مازالوا على مقاعد الدراسات، فقد نجحت الجامعة في توجيه الطلبة لحضور المؤتمر والتنقل بين قاعاته ومحاضراته والاستماع للعرض والمداخلات، لأن طلاب الجامعة هم الشريحة المستهدفة من أصحاب الإشاعات، والطلاب غير المحصنين بالوعي الثقافي يشكلون بيئة خصبة لتنامي الإشاعات وانتشارها ونقلها إلى أوساط أخرى خارج حدود الجامعة، ولأن الطلاب والطالبات هم أكثر من غيرهم قدرة على التعامل مع وسائل الاتصال والأجهزة الذكية كان الاتجاه إليهم، فكان توجه جامعة الملك خالد ناجحا في توعية الطلاب بخطورة الإشاعات وحشد المزيد من الباحثين المهتمين في مجال محاربة جريمة الإشاعات، حيث كان المؤتمر في مضامينه يطالب بتجريم الإشاعات ضمن نظام المطبوعات وأن يتم التنصيص على ذلك في بنود ونصوص حماية المؤلف والناشر وأيضا في بنود العقوبات.

تركيز الجامعة على الطلاب (لو تم تحصينهم) سيقود وعيهم إلى وأد الإشاعة وعدم انتشارها، وسوف ينقل الطلبة هذه الثقافة إلى منازلهم ومجتمعاتهم لتوسيع دائرة الوعي في المجتمع الكبير.

الخطوة التي بادرت بها جامعة الملك خالد يفضل تعميمها وتكرارها في الجامعات الأخرى بالمملكة، لأن خطورة الإشاعات وضررها كبير ونتائجها السلبية على المجتمع موجعة لأنها تقلب الحقائق وتزيف المعلومات، وقد يكون تأثيرها قويا على النظام الاجتماعي والنظام السياسي، فمجتمعنا السعودي خلال (15) سنة الماضية تأثر بالأحداث المحيطة حوله من عام 2001م أحداث (11) سبتمبر، وقد زادت الأزمة بعد الربيع العربي، وفي ظل التواصل الاجتماعي تعمقت وأصبحت ثقافة أسرة وسلوكاً عائلياً، لذا تأتي أهمية الدور الذي تؤديه جامعة الملك خالد في إبراز هذه الظاهرة والسعي إلى محاربتها وكشف جوانبها ليس لمنطقة عسير إنما للمجتمع العربي الذي بدأ يغوص في مصائدها ويصبح أسيراً ومقيدا لصناعها.

مقالات أخرى للكاتب