30-11-2014

هيك المطر هيك

ينتظر كثيرٌ من المسؤولين موسمَ الأمطار، لكي يقيّموا المشروعات التي قاموا بإرسائها على شركات المقاولات، وذلك لأن المطر هو حامل لواء «كشف المستور في الظلام والنور»! ولولا الله، ثم المطر، لكان بالإمكان خداعنا بالأشكال والألوان والزجاج المعشّق والبلاط المزخرف.

- لا يا حبيبي، المطر ما عنده الكلام هادا.

هكذا قال المواطن الجداوي، وهو يغرق داخل وخارج المبنى، ثم يكمل مخاطباً المقاول عبر الهاتف:

- إنتَ تبغى تعرف أيش الهرجة، تعال شوف الهرجة.

نعم. لقد كانت جدة هي الهرجة. ولكنها ليست الهرجة الوحيدة، فالهرج والمرج يمتد منها إلى كل المدن. هرجة في الرياض، وأخرى في بريدة، وثالثة في الظهران، ورابعة في خميس مشيط. ليس هناك أحد أحسن من أحد، طالما أن تنفيذ المشاريع، ينطلق من قاعدة واحدة، أثبتتْ في النهاية أنها مفتاح للفساد الذي لن ينتهي؛ مقاول الباطن.

يروي لي أحد الموظفين في مؤسسة النقد، والتي انتقلت مؤخراً إلى مبناها الجديد (كلّف حسب قوله، 600 مليون ريال)، أن المطر الذي هطل على الرياض قبل مغرب الأحد الماضي، كشف كمية الأخطاء القاتلة في تنفيذ المبنى، وأن مندوب الشركة المنفذة، لم يبدُ عليه أي اكتراث، وهو يرى النتائج الكارثية لهذا المطر غير الغزير على الأرضيات الداخلية للمبنى.

- شو يا عمي، مباني بمليارات صار فيها هيك.

معك حق. طالما مقاولو الباطن «النصف كم» هم أسياد الموقف، فيجب أن يكون حالنا هيك!

مقالات أخرى للكاتب