«كرسي الملك خالد للبحث العلمي» يسهم في التنمية العلمية الشاملة للمنطقة

يُعدُّ كرسي الملك خالد للبحث العلمي، الذي أنشئ في 26 ربيع الأول1427 هـ، الموافق24 أبريل 2006 م، أول كرسي بحث علمي في جامعة الملك خالد.

وينطلق الكرسي لتحقيق رؤيته في التطلَّع إلى أن يكون جهة بحثية رائدة ومتميزة في إحياء تراث الملك خالد وتقديم الإسهامات التنموية والعلميَّة التي تخدم قضايا المنطقة، ومن ثمَّ تحقيق رسالته المتمثلة في إحياء تراث الملك خالد بن عبد العزيز وتاريخه، وتسليط الضوء على الإسهامات التنموية في عهده، والعناية بتاريخ منطقة عسير ومسيرة التنمية بها، بالإضافة إلى تحفيز البحث العلمي عن المملكة العربيَّة السعوديَّة - بصفة عامة - في الجوانب العلميَّة والتنموية المختلفة:

وفي السياق أوضح المشرف على الكرسي د.أحمد بن يحيى آل فائع، أن الكرسي يهدف لإبراز جهود الملك خالد ودوره في مسيرة التقدم والنماء في المملكة العربيَّة السعوديَّة، وإنجاز المشروعات العلميَّة والدراسات الميدانية التي تخدم القضايا المعرفية والتنموية في منطقة عسير، وإثراء ميادين عمل الكرسي واهتماماته باستقطاب الباحثين المحليين والدوليين من ذوي الخبرة والتَّميز العلمي.

إضافة إلى دعم البحوث والدراسات العلميَّة، والرسائل الجامعية، والكتب، والمسابقات، والجوائز، التي تدخل في مجالات اهتمام الكرسي، وإقامة الصلات والروابط العلميَّة مع الهيئات والمنظمات والمؤسسات التعليميَّة المماثلة، داخليًّا وخارجيًّا، ودعم وتشجيع الإبداع والابتكار في مجالات عمل الكرسي، وخدمة البحث العلمي، وإثراء المعرفة بزيادة الأبحاث والدراسات عن المملكة العربيَّة السعوديَّة عامة ومنطقة عسير خاصة.

أما بالنسبة لوسائل تحقيق أهداف الكرسي فتتمثل في إعداد الدراسات العلميَّة من كتب وبحوث ورسائل جامعية وإصدارات علميَّة محكمة، وعقد اللقاءات الثقافية، والمؤتمرات والندوات العلميَّة، تنظيم المسابقات والدورات وورش العمل وحلقات النقاش العلميَّة، والمشاركة في المناسبات العلميَّة الداخليَّة والخارجيَّة، وتكوين مكتبة علميَّة متخصصة، وإقامة المعارض التراثية، وعقود شراكة وتعاون مع المركز والكراسي العلميَّة المهتمة بمجالات عمل الكرسي.

وقد حقق الكرسي العديد من المنجزات العلميَّة والثقافية، ومن ذلك إقامة اللقاءات العلميَّة، مثل اللقاء العلمي الأول الذي احتضنته الجامعة، واللقاء العلمي الثاني الذي تحت عنوان: (التطوّر الاقتصادي في المملكة العربيَّة السعوديَّة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود).

ويعمل الكرسي من الآن على الترتيبات اللازمة لعقد اللقاء العلمي الثالث من تاريخ الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- الذي يحمل عنوان: «الحركة العلميَّة والثقافية في المملكة العربيَّة السعوديَّة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود». بعد أن تمَّت الموافقة عليه من المقام السامي الكريم، والمزمع عقده في شهر محرم المقبل 1436هـ.

وبالنسبة للإصدارات العلميَّة التي قام الكرسي بطباعتها ونشرها، فقد تشرف الكرسي بتوقيع باكورة إصداراته العلميَّة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز آل سعود - أمير منطقة عسير- رئيس الهيئة الإشرافية للكرسي وحملت هذه الإصدارات عناوين جديدة كان أولها سجل اللقاء العلمي الأول لتاريخ الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، وكتاب، تنمية الخدمات الصحيَّة وتطويرها في المملكة العربيَّة السعوديَّة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود (1395 - 1402هـ - 1975- 1982م)، وكتاب، الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود - دراسة تحليلية في منهجه القيادي، والكتاب الرابع بعنوان: التَّعليم في القطاع الجبلي بمنطقة جازان في عهد الملك خالد بن عبد العزيز -رحمه الله- ما بين عامي: 1395- 1402هـ - 1975 - 1982م.

وفي مجال تعاون الكرسي مع المؤسسات البحثية كان للكرسي تعاون مع الجمعية التاريخية السعوديَّة بطباعة ونشر السجل العلمي للقاء الجمعية التاريخية السعوديَّة الثاني عشر الذي عقد بمنطقة عسير تحت عنوان (تاريخ عسير وحضارتها عبر العصور) ليمثِّل بذلك الإصدار الخامس من إصدارات الكرسي.

وأضاف د.آل فائع، أن الكرسي يعمل الآن على طباعة ونشر إصدارين جديدين سوف يريا النور قبل المؤتمر الدولي للتعليم العالي منتصف شهر جمادى الآخرة 1435هـ، وهما: سجل اللقاء العلمي الثاني من تاريخ الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، وكتاب الرؤى المستقبلية في خطب الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود.

وذكر د.آل فائع، أن هناك عدَّة مشروعات علميَّة يجري العمل عليها من قبل عدد من الباحثين تَمَّ توقيع عقود معهم لإتمامها، ومنها دراسة علميَّة بعنوان: جهود الملك خالد في دعم الأقليات الإسلاميَّة في ضوء وثائق رابطة العالم الإسلامي، ومشروع بحثي آخر بعنوان: التنمية الاجتماعيَّة في المملكة العربيَّة السعوديَّة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، ومشروع بحثي علمي ميداني بعنوان: الحوادث المرورية في منطقة عسير وآثارها الاجتماعيَّة - دراسة ميدانية وثائقية، وأضاف أن هناك عددًا من المشروعات يعمل الكرسي من خلال اللجنة العلميَّة على دراستها وتحكيمها وإقرارها، وسوف يعلن عنها حين الانتهاء من الموافقة عليها.

وبيَّن آل فائع، أن الكرسي أقام في الفترات الماضية عددًا من الأنشطة والمحاضرات ومنها: محاضرة لمعالي أ. د. محمد عبده يماني-رحمه الله- بعنوان «أيام مع الملك خالد بن عبدالعزيز»، ومحاضرة عن «الكراسي العلميَّة ودورها في البحث العلمي» لمعالي الشيخ الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان-عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيَّة السعوديَّة، ومحاضرة لمعالي المهندس عبد الله العلي النعيم - رئيس مجلس أمناء المعهد العربي لإنماء المدن بعنوان «جهود الملك خالد في خدمة دينه ثمَّ وطنه».

وقال: إن الكرسي أقام عدَّة محاضرات في إطار دعم البحث العلمي، والمجتمعي، وهما محاضرة بعنوان: (المخطوطات وواقع التعامل معها) للأستاذ الدكتور أحمد معبد عبدالكريم أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، ومحاضرة لسعادة الأستاذ الدكتور بشار عواد العُبيدي بعنوان: (دور المملكة العربيَّة السعوديَّة في محاربة الأفكار الهدامة) وحلقة بحثية بعنوان: (البحث العلمي آفاق وتطلعات) للأستاذ الدكتور عبدالواسع الحميري.

وذكر أن الكرسي ممثلاً في اللجنة العلميَّة للكرسي، يعمل على إعداد لائحة للنشر العلمي، ولائحة أخرى لدعم الرسائل العلميَّة التي تبحث في الملك خالد، وفترة حكمة في جميع المجالات العلميَّة والثقافيَّة والإداريّة والاقتصاديَّة والتربويَّة وغيرها.

وأشار إلى أن الكرسي يعمل على تفعيل الشراكة المجتمعية من خلال عقد عدَّة دورات وورش عمل مع الجهات العلميَّة كالجامعات، والمراكز الثقافية، ومن ذلك ورشة علميَّة تدريبيّة بالتعاون مع نادي أبها الأدبي، بالإضافة إلى عدد من الورش التدريبية في مجال البحث العلمي في بعض الكليات، وهي تستهدف طلاب وطالبات الدراسات العليا لمرحلتي الماجستير، والدكتوراة، وهذا ينصب في دائرة اهتمام الكرسي بخدمة الجامعة والمجتمع.

وختم د.آل فائع أن الكرسي يعمل على تفعيل رؤيته، ورسالته، وأهدافه، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، التويتر، والفيسبوك، واليوتيوب، وقال: إنه يسعدنا تواصل الجميع ومشاركتهم لنا وبالرؤى والمقترحات البناءة التي تُسهم في تطوير عمل الكرسي، وقدم شكره لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير- رئيس الهيئة الإشرافية للكرسي، ولجامعة الملك خالد ولمعالي مدير جامعة الملك خالد أ.د. عبدالرحمن بن حمد الداود ولمؤسسة الملك خالد الخيريَّة الجهة الداعمة للكرسي.