30-11-2014

آفة الأخبار

رغم ما للراوية من أثر إبجابي عظيم يتمثَّل في حفظ جلّ ما لم يدوّن من الشعر والنثر حتى القرن الثالث الهجري عندما بدأ التدوين، ولأن الشعر الشعبي جاء في مرحلة متأخرة عن الشعر الفصيح إلا أن تدوينه وجمعه جاء متأخراً عن قوله فقد دخل إليه الكثير من اللبس وعدم الدقة في النقل والرواية، والدليل أن شعراً مثل شعر ابن لعبون رُوي بأكثر من شكل ممن قاموا بجمع قصائده.

وتبعاً لاتساع المساحة المتاحة في مواقع الإنترنت اليوم وعدم دقة من يقومون بالتدوين والنقل، إما جهلاً بالأصل أو عدم دراية بالشعر جملةً وتفصيلاً وإيراد المختل وزناً ومعنى على أنه الصحيح فإن الشعر الشعبي يتعرض للتشويه، حيث تقوم مواقع كثيرة بنقل الخطأ حرفياً على أنه الصحيح والذي يجعل القارئ الجيد للشعر في حالة ضبابية بين ما يقرأ ويعي أنه غير الصحيح وفقدانه للرواية الصحيحة للشعر وقلة المصادر المتخصصة التي يمكن اللجوء إليها في مثل تلك الأحوال.

ومن هنا فإن الشعر الشعبي إذا لم يتداركه المخلصون الذين يعنيهم الحفاظ عليه فإنه معرض للتلف والاضمحلال والعبث من خلال ضياع الكثير منه وضياع الصحيح من خلال الرواية والنقل غير الدقيق وربما الاتنحال والتحريف.

a.mofadhi@al-jazirah.com.sa **** fm3456@hotmail.com

تويتر alimufadhi

مقالات أخرى للكاتب