د. ناهد باشطح
فاصلة:
{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (10) سورة القصص.
تمر الدقائق بطيئة تكاد تنفصل عن الساعات، يا لهذا الوقت المدمر للصبر، أتذكر الصينيين القدامى عندما يعاقبون أعداءهم يضعونهم تحت صنبور المياه بحيث يقطر على رأسهم الماء قطرة تلو قطرة، الماء أضعف من أن يفعل بهم شيئاً لكنه تتابع القطرات المميت.
لا شيء يمكن أن يقتل الوقت... لا شيء يمكن أن يقطعه سريعاً، إذ تبدو الأحداث خارج حسابات العقل، ويصبح الأشخاص أشباحاً فحدقة العين لا ترى شيئاً سوى الوجوه البريئة.
وكلمة ماما لا تصبح مجرد حروف أربع لكنها لتكرارها على الأذن بولع تصبح معجم كلمات كاملاً.
كيف هو الانتظار بلا موعد.....الأمل بلا أي مؤشر..... الوقت بلا نهاية؟
كيف هي حياة الأم وهي ترتقب رؤية أطفالها حين يكتب القدر الفراق؟
الفراق أنواع منه ما هو اختياري ومنه ما هو إجباري وهو الأصعب حين يقف المرء عاجزاً عن فعل شيء.
قلوب الأمهات بيضاء مثل حمامات السلام ومشاعر الأطفال مثل الندى أبيض شفاف.
من ذا الذي يستطيع أن يقسو على الطهر والبراءة؟
من ذا الذي يستطيع أن يسمح باغتيال البراءة؟
هراء كل قوانين مكافحة العنف ضد الأطفال إذا لم يستيقظ الإنسان فينا لرحمة طفل.
كذب كل تنظيمات مكافحة العنف تجاه المرأة إذا لم نستطع سماع بكاء قلب الأم.
ماذا يعرف العالم عن أم تبيت الليل تنتظر وحينما تغفو يوقظها الرعب تفتح عينيها على صباح انتظار جديد تركض فيه تبحث عن بصيص أمل.
رباه وحدك الذي تعلم على ما تنطوي عليه قلوب الأمهات الحالمات بقرب أطفالهن..... وأنت وحدك واسمك العدل قادر على إنصاف مظالمهن ورد الأطفال إليهن لتمتلئ قلوبهن بعد فراغها.
لا شيء يمكن أن يسلو القلب إن غاب عن الأم طفلها الذي حوته بقلبها قبل أن تمنحه الحياة.