إيمان الدبيَّان
لا حديث في تفصيلاتها، ولا خوض في تعريفاتها، فقد أُشبعت تفسيراً، وكُتب عنها كثيراً، وأكتب عنها هنا للنابهين تلميحاً، وتذكيراً، وللغافلين تثقيفاً، وتنويراً، إنها ثقافة الحرية التي يفتقدها بعضهم، ويتجاهلها غيرهم، وفئة لا مكان لها عندهم.
احترام الحرية ثقافة سلوكية، وقواعد دينية، وقيم اجتماعية، ذكرت في القرآن عندما نُهينا عن التجسس، وتتبع خصوصيات الآخرين، أُمرنا بها عند نشر الإسلام مع أصحاب الصوامع والمتعبدين، تلقينا آدابها من آبائنا وأجدادنا السابقين.
البعض يريد أن يكون كلُّ شيء في كل مكان، ومن كل الناس، كما يريد هو، وكما تمليه عليه أفكاره التي لا وعاء صحي يحتويها، ولا منبع ثقافي يسقيها، فنجدهم على كل شيء ينتقدون، وعن كل ركب يتخلفون، لا تسلم منهم امرأة، ولا طفل، ولا شاب أو كهل.
للإنسان الحرية فيما يلبس ويفعل طالما أنه لا يضر الغير، له الحرية بسلوكه وحياته طالما أنه لا يستبدل الشر مكان الخير.
ثقافة الحرية هي احترام أنظمة الدولة، وخصوصيات الناس، وهي عدم تصديرك الأحكام وإلغاء حريات الآخرين.
الحرية عامة بين الجميع فلا بد من احترام خصوصية أزواجنا فالحياة الزوجية لم تكن يوماً قائمة على التملك وفقد مساحة الذات البشرية، وكذلك رغبات أبنائنا، وديانات غيرنا، وثقافات شبابنا فالعلاقات الأسرية والعامة ليست من أساسياتها تقييد النفس الإنسانية؛ لأن الحياة تسعنا جميعنا باختلاف أذواقنا، ورغباتنا، وثقافاتنا، ومبادئنا، وألواننا، وأجناسنا كل هذا وأكثر متى ما كان الاحترام للإنسان الحر موجوداً، وكان العقل بالمنطق معقوداً.
الحرية باختصار هي أن تحترم الذوق العام، تحترم القوانين، تحترم ذاتك لتُحترم حياتك.
هي الأساس، هي شيء ثمين لجميع الناس، هي أمنية الفاقدين لها مع الطيور المحلقة، هي رمز الثقافة للشعوب المتألقة، هي ثقافتنا، وديننا، وإنسانيتنا، وسياسة دولتنا، هي التي هيأتني للكتابة، ومتعتك بالقراءة.