رقية سليمان الهويريني
تبدو ظاهرة الحرائق المنزلية في شهر رمضان غير مستغربة، وكأن الناس لا يطبخون إلا في رمضان أو لا يتوخون وسائل السلامة فيه! وبات من الطبيعي سماع صوت منبهات سيارات المطافئ قبل انطلاق أذان المغرب! والعجيب أن الدفاع المدني يدرك ذلك مبكرا حيث تبدأ تحذيراته قبل دخول الشهر الكريم ويكون في كامل جاهزيته تحسبا لأي حادث.
والمؤلم بالأمر وقوع وفيات داخل الأسرة مما يشير إلى سوء التصرف في حالات الحريق، وجهل بأصول السلامة وانعدام وسائلها من طفايات الحريق، أو أجهزة الإنذار.
وبحسب تقارير الدفاع المدني فإن الحوادث المنزلية تأتي في صدارة الحوادث التي باشرتها فرقها ووحداتها في المملكة. ربما بسبب تجاهل أصحاب مشاريع المنشآت السكنية وبناء المنازل لتعليمات الدفاع المدني الخاصة في الأعمال الإنشائية والتمديدات الكهربائية، وعدم توفير مخارج للطوارئ، مما يمثل معوقاً لجهود لرجالها أثناء مباشرة الحوادث المنزلية.
كما أن عدم صلاحية الشبكات والتوصيلات الكهربائية ورداءتها وسوء تمديدات أنظمة الغاز وتلف توصيلات الأنابيب من الأسباب الرئيسة في اندلاع الحرائق.
ولا شك أن ضعف الوعي الوقائي يؤدي إلى الإهمال وبالتالي حصول حوادث قاتلة، وغالبًا ما تسيطر الاجتهادات والانفعالات والهلع على التصرفات، بالإضافة لحالة الارتباك التي نضاعف الأضرار. وعليه ينبغي على الأسرة العصرية وضع خطة شاملة ودورية لسلامة أفراد الأسرة والقيام بتجارب إخلاء وهمي، وفيها يتم إسناد المسؤوليات وتوزيعها مثل إيقاظ وإجلاء الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، والإسراع لقطع التيار الكهربائي وإغلاق أنابيب الغاز، وتدريب الأطفال على كيفية التعامل مع الحرائق المنزلية، وتحديد نقطة تجمع متعارف عليها في المنزل، وضرورة توفير صيدلية إسعافات أولية بالمنزل والمعرفة التامة للتعامل مع الحالات المصابة دون إلحاق ضرر بها، وتأمين طفايات الحريق ومتابعة صيانتها وتدريب أفراد الأسرة على كيفية استخدامها.
وإنني أرجو للجميع صيامًا مقبولاً وأيامًا مطمئنة بعيدًا عن الحوادث أو العوارض التي تكدر صفو روحانية رمضان، وتعكر نقاءه.