إيمان حمود الشمري
شنغهاي.. مدينة ساحرة، تشرق مساءً فتنعكس أضواؤها على الواجهة البحرية الأهم في شنغهاي والتي يطلق عليها اسم (البوند)، تقع تحديداً على الضفة الغربية لنهر هوانغبو، النهر الأم في الصين، ثاني أطول أنهار الصين وسادس أطول أنهار العالم، والذي يعد لاعباً رئيسياً لمرور سفن الشحن من خلاله، حيث رأيناها خلال زيارتنا، فضلاً عن أن واجهة (البوند) من أهم أماكن الجذب السياحي.
كنا على موعد مع أفضل إطلالات المدينة الصينية الشهيرة، ترتص على الطرف الآخر من الشارع مبانٍ تشهد على عصر النهضة، وأجراس كاتدرائية تقرع بين الحين والآخر لتذكرك بآثار استعمار شهدته المدينة ونفضته أيدي أبناء الصين.
زرناها الأسبوع الماضي لحضور معرض إكسبو2022 للاستيراد، والذي صمم على شكل وردة رباعية توحي بالانفتاح والازدهار في التبادل التجاري القادم، حيث أكد الرئيس شي جين بينغ في كلمة الافتتاح على أن الصين تتمسك بإستراتيجية الانفتاح القائم على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وأن سياستها الوطنية الأساسية متمثلة على ذلك، وأنها ستدفع بتقاسم الفرص الذي سينتج عنه تعميق التعاون الدولي، والدفع بعملية تسهيل التجارة والاستثمار لبناء مستقبل مشترك للبشرية، والتغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجه نمو الاقتصاد العالمي، بما يعزز بناء مبادرة الحزام والطريق بجودة عالية.
تمشيت بالمعرض الضخم الذي لا يكفيه يوم واحد، ورأيت شركات صينية عرضت منتجاتها في مجالات عدة بالمقاولات والبناء والسيارات والأغذية والأجهزة، منتجات عالية الجودة جاهزة للتصدير لكل أنحاء العالم، تكنولوجيا تخطف الأنظار، ومنتجات فاخرة عالية الجودة، أسير بين أروقة المعرض وأتساءل.. من المسؤول عن تشويه سمعة المنتج الصيني كل هذا السنين؟؟
لماذا عبارة Made in China بقيت في ذاكرة المستهلك العربي على أنها صناعة رديئة؟
عندما تزور الصين سوف تتفاجأ بجودة المنتج الصيني الذي يخضع لمقاييس ومعايير معينة تجعله منتجًا منافسًا بقوة في السوق العالمي، فصنع في الصين اليوم ليس كما الأمس.
شيئان لا تصدقهما عن المنتج الصيني (الرخص، والرداءة) فعندما تزور الصين سوف تتغير نظرتك تماماً.