عثمان أبوبكر مالي
ازداد التحدي الذي يواجهه فريق الاتحاد لكرة القدم (هذا الموسم) في دوري روشن، إثر استعادته (صدارة) الدوري في الجولة العشرين، من أمام (المتصدر السابق) بعد مباراة (الكابوس) التي أقيمت على استاد مدينة الملك عبدالله، والتي تجلى فيها النمر بشراسة مقدماً مستوى كبيراً جداً وأداءً راقياً و(سيمفونية) صاخبة، وأفعالاً كروية مرسومة، تليق بالمنافسة والحضور الجماهيري الطاغي الذي بلغ قرابة الستين ألف مشجع ملأوا مدرجات (الجوهرة المشعة في جدة).
نجح مدرب الاتحاد البرتغالي السيد (نونو سانتو) في اختيار توليفة فريقه في المباراة وطريقة اللعب المناسبة التي مكنته من السيطرة على مجريات اللقاء، بعد أن حول فيها منافسه إلى (فريق صغير) طوال التسعين دقيقة، ساعده في ذلك وسهله له مدرب النصر الفرنسي السيد (رودي غارسيا) بالأسلوب الدفاعي (البحت) المبالغ فيه الذي طبقه خلال مجريات المباراة، فكبل به فريقه ومناطق الأداء والقوة الهجومية في لاعبيه، ولعل رغبته ومخاوفه تحققت في الخروج بأقل الأضرار من المواجهة، وأن لا تتكرر خسارته الثلاثية (القريبة) أمام النمر في الرياض في مباراة نصف نهائي السوبر السعودي.
بعد 72 ساعة فقط من استعادتهم الصدارة تمكن (النمور) من إقصاء (حامل لقب) بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) فريق الفيحاء والتأهل إلى نصف نهائي البطولة، بعد مباراة ماراثونية أقيمت في المجمعة على أرض (الفهود) وبين جماهيره، وفي لقاء قدم فيه زملاء (سامي الخيبري) أفضل مستوياتهم هذا الموسم حتى الآن، لكنهم اصطدموا بـ(النمور) وهم في فترة انتشاء وشراسة كبيرة في نفس الوقت، بفضل الأداء الذي يقدمه اللاعبون والروح التي يلعبون بها والنجومية التي يتمتعون بها، وبفضل التزامهم بالانضباط التكتيكي الذي يصنعه مدرب الفريق، بعد استقراره على المجموعة الأساسية في المباريات وسيطرته على وضعية اللعب واللاعبين على المستطيل الأخضر، وأيضاً خارجه داخل غرفة الملابس، ورغم أن الفريق عانى خلال المباراة من بعض المؤثرات السلبية، لعل منها عدم ظهور بعض اللاعبين بمستوياتهم المعروفة، وهم من مفاتيح اللعب في الأداء الأمامي للفريق، مثل عبدالعزيز البيشي وزكريا فلاته، وأيضاً الخروج المبكر من الملعب والتغيير الإجباري للعقرب (رورمارينهو) بعد إصابته على إثر تعرضه لخشونة (مقصودة) وضرب متعمد من الخلف من مدافع الفيحاء (الشاويش أبوغمزه) لكن ظل الاتحاد الفريق الأفضل في كثير من أوقات المباراة والأكثر فرصاً واستحواذاً في مجملها، ونجح مدرب الفيحاء الصربي (راسو فيتش) في الوصول بها إلى الشوطين الإضافيين، لكن لاعبيه فشلوا أمام قفازي الحارس العملاق (جروهي) الذي صد ركلتي ترجيح، في وقت نجح فيه زملاؤه في تسجيل أول ثلاث ركلات ترجيح، كانت كافية لتأهل النمور إلى الدور نصف النهائي في انتظار معرفة من سيلاقي من الفائز في مباراة الأمس التي جمعت الهلال بالفتح.
التحدي الأكبر للفريق ولاعبيه هو في الاستمرار على النهج والأداء والمستوى الذي يقدمونه في المباريات القادمة، وضرورة الاستفادة مما حصل في الموسم الماضي، وعدم تكرار الأخطاء التي أضرت به في مباريات (الأمتار الأخيرة) خاصة مع موجود (مدير فني) على كفاءة عالية وقدرة واضحة في القراءة والإدارة الفنية وأيضاً عدم وجود (منهجية) التدخل والعمل الإداري الأهوج بعد أن أوقف المدرب كل ذلك، والمطلوب التمسك به والاستمرار عليه، حتى ينجح الفريق في إكمال المسيرة وتحقيق رغبات جماهيره الوفية وشعارهم المرفوع الذي يرددونه بصوت واحد.. (يا عميد كمّل طريقك).
« كلام مشفر ..
« مباراة هامة تنتظر (المتصدر) يوم السبت القادم أمام فريق الفتح، المباراة تذكر بما حدث في الموسم الماضي وفي الجولة 26 عندما خسر الفريق الاتحادي نقطتين من تعادله أمام (النموذجي) على نفس ملعب مباراة السبت وما تلى ذلك في الجولات التالية أمام الهلال والطائي وخسارة ست نقاط بسبب فشل إداري ذريع في (التعامل) مع فترة التوقف، والجماهير على ثقة أن ذلك لن يتكرر في وجود مدرب فطن مثل (نونو سانتو).
« أكاذيب عدة ظهرت ضد الفريق الاتحادي ولاعبيه خلال الأيام الماضية، وحتماً ستتكرر وستنشأ أكاذيب جديدة مثل كذبة (القروب المتحد) وكذبة عينة رومارينهو (كذبة الموسم) وكذبة طارق حامد و(هلم جرا) الجميل أن الاتحاديين لا يهتمون بها ولا يلقون لها بالاً ولسان حالهم يقول (لو فكرنا في الأكاذيب ما فزنا في مواجهة).