تضيء منارات الدعم والتحفيز في وطننا حياة الأفراد والمجتمعات، وترفد البشرية بوميض خير لا ينقطع، يتجاوز بنوره حدود الزمان والمكان، حكايتنا ستكون عن منارة المنارات، أوقدت بنورها دروب الأجيال، وأصبحت نموذجاً لقصص الالتزام بالدين وإدراك الواجبات وأداء الرسالة الإسلامية.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، هو فارس حكايتنا الذي لن يترجل، بفضل مبادراته وأعماله التي لا زالت تسابق في مجالات الخير، فقد وضع - أيده الله - ومع جميع مشاغله وواجباته الوطنية المتعددة، القرآن الكريم في قائمة اهتماماته، وتجاوزت أياديه البيضاء بالتشجيع إلى أبناء وطنه وأبناء الأمة العربية والإسلامية بمشاريع إسلامية وأعمال مستدامة لخدمة الإسلام والمسلمين.
ولكننا اليوم بصدد إلقاء الضوء على مسابقة جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات، التي تقع تحت تنفيذ وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والتي تتعدد فروعها وجوائزها.
وشكَّلت المسابقة مساندة للجهود المبذولة في الوطن بهدف رفع روح التنافس في مجال حفظ القرآن الكريم، والتشجيع على بذل المزيد من الجهد والوقت للحفظ والتجويد.
وليس هناك حديث في المجتمع سوى عن جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم غير المسبوقة في الدعم والتحفيز، فقد تحولت أنظار العالم الإسلامي للمملكة العربية السعودية، كقائد للعالم الإسلامي، كأحد محاور التحفيز والدعم للقرآن الكريم.
تقف كمواطن سعودي وأنت في قمة الانبهار والفخر، بحجم الإنجاز والتميز والجهد التنظيمي والتسلسل الزمني لنسخ مسابقة جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات، لتستمر السعودية مسيرتها الإسلامية رغم كل الظروف والأزمات على مستوى العالم.
وفي تلك الصور المبهجة التي رأينها في وسائل الإعلام المختلفة، سواء أكانت مرئية أو مقروءة، ننظر كمنتمين لهذا الوطن مسايرة الجائزة في الواقع الإعلامي العربي والعالمي لهذا المنجز الإسلامي قبل أن يكون وطنياً، فالتغطية الإعلامية غير الكافية غير مبررة أبداً، ولا تتوازى مع أهمية وحجم الجائزة، فنحن نحتاج إلى خطة تغيير مزمنة، تقلب واقع الجائزة إلى الأفضل والأجمل والأروع والأزهى.
وقد أراد الملك سلمان لجائزته منذ انطلاقتها في عام 1419هـ، أن تكون بداية لمسيرة ثواب عظيم وخير وفير، تغرس حب القرآن الكريم في نفوس أبناء وبنات الوطن، وهذا ما تحقق بدعمه ورعايته ومتابعته المستمرة لها، منذ أن كان أميراً للرياض، واستناداً إلى رؤيته الشاملة في تقدم المسابقة واستمرارها ورقيها وتطورها، قام -حفظه الله- بمضاعفة جوائز المتسابقين إلى الضعف.
وإن هذا النهج سار عليه قادة المملكة بدءاً من الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، الذي تَرَسّخ حب القرآن الكريم وأهله في نفسه؛ حيث كان ولا يزال داعماً في هذا الوطن المبارك لأهل القرآن وحفظته. الاهتمام الواسع الذي حظيت به الجائزة، هو تقدير مستحق للعلم والمعرفة، والعمل الإسلامي الاستثنائي الذي يضع حفظ السلوكيات، ويدعم أمن المجتمع وسلامته، ويقي النشء من الزيغ والانحراف والغلو والإرهاب، ويرسي قيم الوسطية السمحة، هدفاً نوعياً، قادراً على إحداث التغيير الحقيقي في حياة الفرد والمجتمع، وهو ما سارت إليه الجائزة طيلة سنوات عملها الدؤوب، والقرآن يهدي إلى الرشد والسداد والنجاح.
يبثُّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رسالة واضحة، من خلال هذه الجائزة الكبيرة، أنه بمبادراته وأعماله، سيظل داعماً ومسانداً، لمشاريع ومبادرات خيرية، ترتقي بحب كتاب الله تعالى، وتنهض بإشاعة العلم والمعرفة، محلياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً.
ومن شمال السعودية لجنوبها ومن شرقها لغربها، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتشريف ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض اختتمت النسخة الـ24 لمسابقة جائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات، أكبر تجمع محلي بتاريخ المملكة، بتاريخ 2 رمضان 1444هـ الموافق 24 مارس 2023م، شارك فيها 3000 ممن شاركوا في التصفيات الأولية من مختلف مناطق المملكة في فروع المسابقة الستة، يندرج تحتهم 105 متسابقين ومتسابقات تأهلوا إلى المرحلة النهائية.
تباهت الدورة بمشاركة الجمعيات الأهلية لتحفيظ القرآن الكريم وغيرها من الجامعات ومعاهد التحفيظ، وبحضور السفراء والأعيان والوجوه المجتمعية، تشكلت وسط مناطق ومدن ومحافظات وقرى وهجر المملكة، لتبدو وكأنها ملحمة توحيد قرآنية دينية.
سجلت الدورة إقبالاً مجتمعياً هائلاً على فروع الجائزة الستة، بعد أن تم رصد حوافز مالية ضخمة للفائزين، حيث يتجاوز مجموعها 3.366.00 مليون ريال.
نجحت النسخة الـ24 بالامتياز التام، وأصبحت المثال الإيجابي الأهم لرسم معالم صناعة الفرد المسلم، وزادت من انتشار القرآن الكريم بالتلاوة والحفظ والتفسير.
لقد ثَمَّنَ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ما تجده جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم من اهتمام كبير ورعاية مستمرة ودعم متواصل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- طيلة 24 من عمر المسابقة، مؤكدًا أن الملك سلمان -حفظه الله- يعطي ويبذل كل ما في وسعه لهذا الدين ولهذه الأعمال الجليلة.
جاء ذلك بعد حضور سموه حفل تكريم الفائزين بالمسابقة المحلية لجائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين في دورتها الرابعة والعشرين عن الرعاية والدعم اللامحدود التي تجده المسابقة من الملك سلمان طوال 24 عامًا، حيث قال: «هذا أمر تعودنا عليه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله، في كل المناسبات يوجد ويعطي ويبذل كل ما في وسعه لهذا الدين وهذه الأعمال الجليلة، والحمد لله تأخذ طريقها إلى النجاح دائمًا بمعاضدة الرجال الذين يُوكل الأمر إليهم لتوليهم».
أما وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ فقد أوصى بالعمل على هذا الكتاب العظيم، والدعاء لخادم الحرمين الشريفين الذي يرعى هذه المسابقة المحلية وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - سائلاً الله أن يجزيهما خير الجزاء على عنايتهما بالقرآن الكريم وأهله.
وبالتوازي مع التأسيس العملي الإسلامي للتحفيز على حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، فقد استطاع خادم الحرمين الشريفين أن ينجح في تعظيم مسار القرآن الكريم محلياً وإسلامياً، وذلك من خلال إطلاق العديد من المبادرات والآليات، ليحلق أبناء المملكة والعالم العربي والإسلامي في سماء الإيمان، حيث تجسد ذلك بالموافقة الكريمة على تزويد المسجد الحرام، والمسجد النبوي، بـ150 ألف نسخة من المصحف الشريف من طباعة مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، بالتزامن مع دخول شهر رمضان المبارك وإقبال المسلمين من شتَّى أنحاء العالم على زيارة الحرمين الشريفين لأداء العمرة والصلاة والزيارة، وكذلك نجاح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بزيادة عدد النسخ المطبوعة من المصحف الشريف بنسبة تجاوزت الـ100 % ليبلغ حجم الإنتاج 20 مليون نسخة سنوياً بعد أن كان ثمانية ملايين نسخة سنوياً في السابق، إضافة إلى تميز نوعية ورق الطباعة الفاخر، إلى جانب زيادة عدد اللغات لترجمة كلمات ومعاني القرآن الكريم إلى ما يقارب ثمانين لغة عالمية.
وتجلَّى اهتمام الملك سلمان بالقرآن عبر موافقته بإقامة المسابقة الدولية في كتابة المصحف الشريف، تحت إشراف وتنظيم وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، التي تهدف إلى إتاحة الفرصة للمتميزين في كتابة القرآن الكريم من الخطاطين المهرة، ومشاركتهم في كتابة مصحف كريم يحمل اسم المؤسِّس -رحمه الله، مع تبادل الخبرات والأفكار بين الخطاطين، وغيرها العشرات من المبادرات والتوجيهات والسجلات المضيئة بالمسيرة البسيطة بعمر الإنسان والزمان. وأثبت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ أيده الله ـ بهذا النجاح، أن بصمته الإسلامية في خدمة كتاب الله تعالى ستكون حاضرة على الدوام، وأنه يعطيها أولوية وأهمية، في إشاعة العلم والمعرفة، والمحافظة على الأصالة والقيم والثقافة الإسلامية، لما لها من ناتج عظيم في تشكيل المجتمعات، وهذا ما يؤكِّده كذلك اختيار جائزة الملك فيصل العالمية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- لتكون الشخصية الإسلامية لعام 1438هـ (2017م )، تثميناً وتقديراً لدوره في العلم والمعرفة، وأثره في إشاعة الثقافة الإسلامية وخدمة قضايا الإسلام والمسلمين على مستوى العالم أجمع.