د. فهد بن علي العليان
أود في البداية أن أقدم اعتذاري لأولئك الذين أحسنوا الظن بي حين سألوني مرات عن انقطاع كتابتي عن الرجالات والزميلات الذين قابلتهم وأفدت منهم؛ شكرا لهم على ثنائهم، وليعلموا أن حسن ظنهم هو الدافع لبقاء هذه الحروف مع ضعفها، وأن الانقطاع هو بسبب التراخي والانشغال والتسويف.
أعود - ولعل لياقة الحرف تعود - للكتابة عن إحدى الشخصيات الرائعة والرائدة في مجالات متعددة، بدأت علاقتي به قبل عقود من الزمن حين اجتمعنا بصحبة وقيادة أخينا د.عبدالرحمن الجمهور - غفر الله له - في مشروع ثقافي نوعي يعنى بإنتاج سلسلة تعليمية موجهة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، حينها كان عبدالرحمن العقيل (العقل المدبر) والهادئ الضاج الممتلئ بالطاقة والحيوية والمتابعة والاهتمام الكبير في هذا المجال، ومن الجميل أننا حين التقينا قبل أشهر قريبة في جلسة ثقافية بصحبة مجموعة من المثقفين: د.إبراهيم التركي و د. عبدالمحسن العقيلي وآخرين، عاد (أبو عاصم) للحديث عن تلك التجربة الرائعة وما أعقبها من مشاريع وتجارب يحدثك عنها بكل شغف وكأنه يعيش معها، حتى تظن - من ولعه واهتمامه- أنه ينتسب إلى مجمع الملك سلمان للغة العربية..
واصل (أبو عاصم) عطاءاته المتنوعة ونشاطه الدؤوب بهمة عالية وعلاقات متميزة ورحابة صدر يتميز بها؛ حيث يشعر كل من يقابله أنه يعرفه منذ سنوات طويلة، فلا تستوحش منه ولا هو عنك ناء أو مبتعد.
ثم يكمل مسيرته وهاهو يدخل في مجال العمل الخيري والأوقاف بدءا بالمسؤولية عن أوقاف الشيخ محمد الراجحي - رحمه الله - وكذلك في الغرفة التجارية بالرياض إلى أن استقر منذ سنوات نائبا لمحافظ الهيئة العامة للأوقاف يقود منظومة العمل بكل طاقته المتدفقة كما يعهدها القريبون منه، وفي لقاءات كثيرة جمعتني به في جلسات مختلفة لا يمل الحاضرون من طرحه الهادئ وأفكاره الرصينة الرزينة. ثم إنني أستمتع حينما يقول (أبو عاصم) أطروحاته بأسلوب جاذب ولغة جميلة، وليس ذلك فحسب، بل إنه أحد المهتمين باللغة العربية ونشرها، ومن المدافعين عن جمالها وجمالياتها.
أعرف جيدا، أنني لم أستعرض كل محطاته العملية التي أسهم بجديته في تحقيق إنجازات كثيرة، لكن الشيء الثابت أن صاحبنا لم يتبدل ولم يتغير مع من حوله ومعه، بل ولا مع مرؤسيه إذ بقي كما هو - منذ عرفناه قبل ثلاثة عقود - صاحب الابتسامة والبشاشة والأخلاق الرفيعة، وأما في مجال العمل فإنه - كذلك - لم يتغير ولم يركن إلى الراحة، واسألوا إن شئتم الذين يعملون معه ليخبروكم أنه - أعانه الله - يعمل بطاقة تفوقهم وفي أوقات أكثر منهم.
يبقى (عبدالرحمن العقيل) إحدى الشخصيات التي أعتز بمعرفتها والقرب منها، وأيضا أحد أبرز المهتمين بالحراك المعني باللغة العربية والمحافظة عليها، والتاريخ خير شاهد. ولعلي أشير إلى اهتمامه الكبير بالكتب حيث يملك مكتبة منزلية متنوعة التخصصات تقبع في مكان أنيق وتحظى باهتمامه الشخصي في قبو منزله الجديد في مدينة الرياض الذي شرفني بزيارته والنزول للاطلاع على الكتب المتنوعة الجاذبة.
وأخيرا، فإن صاحبنا (أبو عاصم) يعد أنموذجا متميزا يتفاني في عمله ويعطيه كل وقته واهتمامه.