إيمان الدبيّان
المسجد الحرام والمسجد النبوي موقعان لهما القدسية والمكانة الإسلامية؛ لذا خصصت الدولة لهما رئاسةً تهتم بالشؤون الدينية فيهما، وهذا الاهتمام ليس بالأمر الجديد بل هو قائم منذ زمن بعيد منذ إنشاء الرئاسة العامة قبل قرابة نصف قرن، فخدمة الحرمين الشريفين بواسطة جهاز رئاسة الشؤون الدينية هي استمرار باقتدار واهتمام عال المقام، من خلال كفاءات وطنية وكوادر سعودية في كل الوكالات التابعة لرئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ حيث تجد كل وكالة تتفوق وكل إدارة تتألق، كواكب يستهدي بها الحجاج والمعتمرون والمصلون من الرجال، وكذلك النساء اللواتي خُصّصت لهن وكالة خاصة بالشؤون النسائية ترأسها وتديرها وكيلة للرئيس العام ويعمل معها فريق منجز على الدوام.
إن منسوبات وكالة الشؤون النسائية أراهن للوطن سفيرات وهن يتعاملن ميدانياً في مواسم قياسية وساعات متصلة يومية مع أعداد مليونية متعددة اللغات متنوعة الثقافات مختلفة الفئات متفاوتة الدراسات.
إن موظفات وكالة الشؤون النسائية في جهاز الرئاسة مسؤولات في أسرهن وقد تكون فيهن الزوجة الداعمة أو الأخت الحانية وربما الابنة الواعدة، وفي كل ذلك هي المرأة السعودية المساندة للرجل في خدمة ضيوف الرحمن وتحديداً هنا خدمة الحاجة أو المعتمرة أو المصلية التي تتساوى مع الرجل في التكليف والعبادات وتختص عنه ببعض المسائل والحاجات؛ لذا أسست هذه الوكالة وبتفعيل دورها حضرت المرأة وأبدعت في مبادراتها النوعية وبرامجها الإثرائية وحلقاتها العلمية وواجباتها الوظيفية ومسابقاتها الثقافية، تنشر الموظفة بتعايشها ولباقتها السماحة الإسلامية وتعمل على أن تكون منيرة دوماً بقيمها الوسطية، نجدها في إثراء تجربة القاصدات منجزة، وبحجابها الشرعي الإسلامي متقيدة، وبهويتها السعودية متأصلة.
أفلا يستحققنْ بعد ذكر بعض مما أنجزنْ أن يُذكرنْ؟ وبما يُساهمنْ فيه من أعمال وأدوار أن يُشكرنْ، وعلى القنوات الإعلامية والصفحات الإخبارية يطرح ما قدمنا من خدمات ومساهمات وطنية محققة لإستراتيجيات رئاسة الشؤون الدينية ومتوائمة مع برامج ومستهدفات الرؤية الوطنية.
تفوقت المرأة السعودية الموظفة في رئاسة الشؤون الدينية في خدمة ضيوف الرحمن بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد - حفظهما الله - وتميزت بتمكين مهني عميق لها من معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، وبتأهيلها الدقيق بما تحمله من شهادات دراسية رفيعة المستوى ودرجات علمية تتخطى الدكتوراه إلى الأستاذية، وما تتجلى فيه من أخلاقيات المهنة وتتحلى به من آداب المرأة المسلمة.
المرأة في وكالة الشؤون النسائية الشغف قائدها، والطموح مجدافها، والولاء مبدؤها، والتفاني شعارها، والإنجاز مُخرجها، والوطن روحها، والدين بوصلتها، والقاصدات مستهدفها؛ ولهذا وبهذا هي أنموذج المرأة السعودية التي بها نفخر وفي المحافل تذكر، وللتاريخ عن دورها وتمكينها نسطر.