يوسف بن محمد العتيق
مع كل موسم حج نسعد ونفخر بما تقدمه حكومتنا من خدمات غير مسبوقة لخدمة الحجيج وتسهيل الرحلة الأهم في حياة كل مسلم.
قبل أن نفخر بالمنجزات لابد أن نعمل الذكرى والذكريات عن رحلة الحج قديماً، وكيف كانت رحلة تستغرق أشهراً عديدة، كان الحاج قبل رحلة الحج في السابق يودع أهله وداع من (قد) لا يعود، ويكتب وصيته، ويوصي من حوله بأهله خيراً.
واليوم رحلة الحج من أقصى الشرق أو من أقصى الغرب تستغرق ساعات بالطائرة.
في السابق كانت هذه الرحلة على سفينة البحر أو سفينة الصحراء( الجِمال) وكانت رحلة تتطلب مرافقين منهم من سيحج، ومنهم من رافق الحملة للحماية في طريق الحج.
في السابق قد يترك أعضاء الرحلة المريض في الطريق لأنه لا يستطيع السفر، وهم لا يستطيعون البقاء معه.
واليوم طائرة الإخلاء الطبي جاهزة على الدوام عند حدوث ما لا تحمد عقباه لا سمح الله.
في السابق كان الحجاج يأخذون معهم المواد الغذائية التي لا تخرب مع مرور الوقت لتكون زادهم، وعلى رأسها التمر.
اليوم سالك الطريق البري للحج، يجد المحطات الكبيرة متقاربة جداً من بعضها البعض.
وهنا تساؤل بين المواصلات الداخلية في مكة المكرمة بين السابق واليوم، وتساؤل آخر عن توافر المواد الغذائية في مكة وما حولها بين السابق واليوم.
ولو أعملنا الذكريات أو البحث في بطون الكتب والمجلدات لوجدنا أن هناك فرقاً شاسعاً وبوناً واسعاً بين رحلتي الحج في القديم والحديث.
كل هذه النعم تستحق الشكر لله سبحانه وتعالى، ثم لولاة الأمر الذين جعلوا من مكة المكرمة درة المدن.
وهنا أستذكر مقولة كريمة من خاد الحرمين الشريفين الملك سلمان قالها في العام (1436 هــ / 2015 م): مكة أهم لدينا من أي مكان في العام. قالها خادم الحرمين، وهو بين أروقة الحرم المكي الشريف.
ومن أجل هذا لا نتردد في الدعوة إلى التذكير بماضي الحج وحاضرة، ونستذكر نعم الله علينا في هذه البلاد التي يتشرف حكامها بأن لقبهم الرسمي في الخطاب والجواب هو: خادم الحرمين الشريفين.
حفظ الله بلادنا الغالية، وأدام عليها الاستقرار، ووفق الحجاج بأداء نسكهم على خير وجه.