هياء الدكان
الهدية ليست مجرد غلاف أنيق أو شيء يُقدَّم في مناسبة عابرة، بل هي لغة حب صامتة، ورسالة تقدير تتجاوز الكلمات.
حين نهدي، فإننا نرسل جزءًا من مشاعرنا، نترجمها في صورة شيء ملموس يظل شاهدًا على المودة والاهتمام.
تتوالى المناسبات في حياتنا، وقد تختلف في أهميتها أو قربها منا، وكذلك يختلف قرب الأشخاص الذين نهديهم أو بعدهم عنا، لكن يبقى المبدأ الأسمى واحدًا: اختيار الهدية بعناية، بما يتناسب مع شخصية المُهدى إليه واهتماماته.
فالهدية التي تُلائم ذوقه وتلامس احتياجاته تترك في قلبه أثرًا لا يُمحى، أما الهدية التي تُختار على عجل، أو لمجرد أداء واجب، فغالبًا ما تفقد معناها.
فالهدية الحقيقية هي تلك التي تقول بصمت: «فكرت بك... وفكرت في ما يسعدك.» وإن كان المُهدى إليه قريبًا من قلبك، فلا يمنع أن تسأله عمّا يحب أن تهديه. ومن جميل المبادرات أن تكون الهدايا في المناسبات العائلية أو بين الجيران أو زملاء العمل بشكل جماعي، تذكّر أن كل هدية تمنحها، صغيرة كانت أو كبيرة، هي في حقيقتها بذر خير تزرعه في قلوب الناس وفي طريقك أنت قبل غيرك... هي أثر يبقى، وذكرى تثمر، وصدًى قد يعود إليك في وقت لا تتوقعه..
قال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا، وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المزمل: 20] فامضِ في طريق العطاء بقلب مطمئن، وثق أن ما تبذله في سبيل إدخال السرور على قلوب الخلق، ستجده مضاعفًا في ميزانك، وأعظم عند ربك، وأجمل في حياتك.