محمد بن عبدالله العمري
نحمد الله كثيراً أن مكَّنَ هذا الوطن من قيادة حكيمة رشيدة تضع الأمن والأمان والنهضة والتطوير في كل مناشط الحياة وخدمة بيوت الله والارتقاء بالصحة والتعليم والنقل وغيرها هي الأهداف الأسمى لهذا البلد.
وكم أنا فخورٌ برؤية المملكة 2030 وما حملته من أهداف ورؤى وطموح رائع، وفي نفس الوقت نظام رائعٌ للحوكمة يُتابع من أعلى المستويات في القطاعات المختلفة.
هذه مُقدمة لعنوان مقالي اليوم (عندما يتجاوب المسؤول) فنحن -ولله الحمد- وخاصة جيل ما بعد 1950م حظينا بتعليم عام رائع سواء في المدن أو القرى واستكمال التعليم العالي خارج وداخل المملكة ومعظم ذلك الجيل وحتى 1970م أصبحوا الآن في عِداد المتقاعدين ولكنهم يملكون علماً وخبرة وقيادة.
ومن هذا المنطلق أتمنى من وزارة البلديات والإسكان ووزارة النقل وإدارة المرور الاستفادة من تلك الخبرات (بدون مقابل) فكم من فكرة ممكن تُحقق نجاحاً متميزاً وكم من مقترحٍ يحل أزمة خانقة أو عارضة.
ولكي أوصِل فكرتي فبحكم تخصصي في الطيران والسياحة فقد لفت انتباهي أنه تم حجب معلم بارز عالمي في جدة (دوار الكرة الأرضية) الذي صُمم عالمياً وعلى مدار 7 سنوات وتم تركيبه عام 1982 لأجل لوحة إعلانية ضخمة (لم أُشاهد لوحة طرق إعلانية مثلها من قبل) وتساءلت في تغريدتي يوم 4 أغسطس (لذلك التشوه البصري) هل الأهم المجسم العالمي أم اللوحة الإعلانية؟.
ومن الجميل أن تغريدتي تلك لقيت صدى ممتازا لدى أحد المسؤولين (لا أعلم من هو) حيث لم يصلني أي رد على تغريدتي من أمانة جدة أو التواصل المؤسسي فيها (بالرغم من تزويدهم بنسخة منها) إلا إن ذلك المسؤول -جزاه الله كل خير- اقتنع (بأن المجسم أهم من اللوحة سواء من الناحية المادية أو الجمالية أو حتى السلامة المرورية) مما جعل -ولله الحمد- هذه اللوحة وخلال يومين (أثراً بعد عين) وتمت إزالتها واقتلاعها من جذورها مما جعلني ومن الواجب شكر ذلك المسؤول في تغريدتي الإلحاقية يوم 7 أغسطس -جزاه الله كل خير- وطرحت في نفس الوقت (نداء لأمانة جدة) يقول (لاتستهينوا بخبرات الأهالي)، وطالبت بتشكيل فريق عمل من (الأمانة والمرور ومن الأهالي) لمراجعة التقاطعات واللوحات أمام الإشارات فكم من فكرة ومقترح سيطرحه عضو خبير من الأهالي وبشكل مجاني أفضل بكثير من شركة استشارية تجمع الأفكار والاقتراحات من الموظفين والعملاء ثم تضعها في قالب عرض مرئي power points مقابل مئات الآلاف من الريالات، وممكن تُقدم تلك اللجنة مقترحات أخرى للارتقاء بخدمات الأحياء والطرق وغيرها.
الخاتمة
في جدة هناك آلاف المتقاعدين من قياديين وكفاءات وخبرات، وهناك عشرات من مراكز الأحياء تضم كفاءات يمكن الاستعانة بها في تلك اللجان وممكن تستفيد منها أيضاً وزارة النقل (في تطوير أداء طرقها)، فكل حي يَعْرِف بواطن حيّه واحتياجاته وتقاطعاته وإشاراته و(سيكون لديهم مع فرق الجهات الحكومية بلاشك حلول ناجحة). وأقرب مثال (ازدواج طريق الخدمة «طريق عمرو بن مُرة» في أبحر الجنوبية) والذي تم -ولله الحمد- نتيجة تعاون بين (مقتَرح من كاتب هذا المقال) و(قناعة من معالي أمين جدة الأخ الرائع والقيادي الناجح معالي أ. صالح التركي) و(تنفيذ متميز للمقترح من قبل المهندس المتميز محمد مليباري وفريق عمله من أمانة جدة مشكورين)، ومن خلال ذلك التنسيق تم وفي غضون عدة أشهر بسيطة حل مشكلة استمرت لما يقارب الـ15 سنة. أخيراً أتساءل هل نحلم بتلك اللجنة؟
** **
- جدة