عايض بن خالد المطيري
منذ تأسيس الهيئة العامة للترفيه تماشياً مع رؤية السعودية 2030، تولّت مهمة تطوير وتنظيم قطاع الترفيه وتوفير خيارات نوعية وشاملة تثري تجربة الأفراد، وترسم البهجة، وتحسّن جودة الحياة، بما يتماشى مع المعايير العالمية ويلبّي مختلف شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين، وبما يتناسب مع مستويات الدخل المتنوعة، إضافة إلى حضورها في جميع مناطق السعودية.
وبقيادة عرّاب الترفيه، معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، نجحت الهيئة في تحقيق قفزات كبرى خلال فترة وجيزة. وحدها أرقام عام 2024 تكشف حجم الإنجاز: 76.9 مليون حضور، 1.810 فعالية، و6.760 ترخيصًا صادرًا.
هذه الأرقام لم تأتِ من فراغ، بل تعكس حجم العمل المتواصل والرؤية الواضحة التي جعلت من الترفيه صناعة قائمة بذاتها، وليست مجرد نشاط جانبي.
الترفيه اليوم في السعودية تحوّل إلى جزء أصيل من حياتنا اليومية. يكفي أن نمرّ على شوارع المدن لنرى الفعاليات، العروض، والمساحات الجديدة التي تحاكي تطلعات الناس وتفتح لهم أبوابًا من المتعة والفرص معًا. لم يعد اسم «الترفيه» مرتبطًا بحدث عادي، بل صار عنوانًا للرفاهية والسعادة المجتمعية، تحت قيادة رشيدة جعلت جودة الحياة أولوية لا تقبل التأجيل.
وحين ننظر إلى ما تحقق خلال سنوات قليلة، نجد أن التغيير لم يكن شكليًا، بل مسّ تفاصيل حياتنا اليومية. العائلات باتت تملك خيارات واسعة، من الحفلات والمهرجانات الثقافية، إلى الأنشطة الرياضية والفنية. وحتى المدن الصغيرة دخلت على خط الأنشطة والأحداث الكبرى، لتؤكد أن الترفيه حق مشروع لكل مواطن ومقيم في أي مكان.
البعض كان يخشى أن يكون الاستثمار في الترفيه مجرد تقليد للخارج، لكن الواقع أثبت العكس. ما يحدث اليوم يعكس خصوصيتنا وهويتنا السعودية، ويُظهر كيف يمكن لثقافتنا أن تُبدع وتنافس عالميًا دون أن تفقد أصالتها. بل الأجمل أن الترفيه أصبح داعمًا للمبدعين المحليين من فنانين ورياضيين وروّاد أعمال، وهو ما يفتح سوقًا ضخمة لفرص عمل وابتكارات غير محدودة.
ورغم هذه النجاحات، تبقى هناك حاجة لتوسيع البنية التحتية بما يضمن استدامة التجربة، بدلًا من اقتصارها على مواسم أو أوقات محددة. فوجود مدن ملاهٍ دائمة، ومراكز ثقافية تعمل على مدار العام، سيشكّل إضافة نوعية تجعل القطاع الترفيهي أكثر عمقًا واستمرارية.
اليوم العالم أصبح أقرب إلينا من أي وقت مضى. فمن خلال الترفيه، صرنا نستضيف الفعاليات العالمية على أرضنا، وفي الوقت نفسه نُصدر للعالم صورتنا الحديثة الزاهية. وبين الفرح الذي يعيشه الناس والطموح الذي تقوده الرؤية، تبقى الرسالة واضحة أن الترفيه في السعودية أصبح لغة يومية تصنع الفرح، وتبني اقتصادًا، وترسم ملامح مستقبلٍ أكثر إشراقًا للإنسان والوطن.