العقيد م. محمد بن فراج الشهري
لن توقف إسرائيل هذا العبث وهذه العنتريات، وهذا الفلتان طالما هي تتكئ على الغطاء والحماية التي تمنع معاقبتها دولياً، والعدوان الأخير على قطر وهي دولة عضو في مجلس الأمن لن يكون الأول ولن يكون الأخير، طالما أن الرباط مطلق لهذا الثور الإسرائيلي الذي أصبح ينطح الإنسان، والحجر، والشجر، وكل ما يجده في طريقه.. العدوان على قطر هو عدوان على الدول الخليجية كافة، والدول العربية بشكل عام، وهو استهتار بكافة القواعد والقوانين الدولية، وأنظمة هيئة الأمم التي تحرم وتجرّم، الاعتداء على أي دولة من دول مجلس الأمن، وإسرائيل كررت وتكرر اعتداءاتها على العديد من الدول العربية أولها لبنان الذي تقصف قراه يومياً، وكذلك سوريا، واليوم قطر وغدا سنراها في مكان آخر، وهي لن توقف عدوانها المتكرر وخروجها على كل القوانين الدولية، غير مبالية بما يحدث، لأنها واثقة تمام الثقة من الحماية الأمريكية التي لا تحرك ساكناً حول أي تهور إسرائيلي إطلاقاً - بل تشعل لها القناديل لترى وتبصر أين تضرب، دون الأخذ في الاعتبار ما سببته إسرائيل لأمريكا من كره واشمئزاز المجتمع الدولي، والملاحظ أن هناك انتفاضة دولية ضد العدوان الأخير الذي قامت به إسرائيل على قطر من كافة دول العالم، والدول الأوروبية خاصة والأممية عامة، فقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة (انطونيو غوتيريش) الهجوم الإسرائيلي بأنه «انتهاك صارخ لسيادة قطر وسلامة أراضيها» وتابع أن «قطر لعبت دوراً إيجابياً للغاية في تخفيف وقف إطلاق النار بغزة وإطلاق سراح جميع الأسرى» داعياً جميع الأطراف إلى «العمل على تخفيف حدة التوتر والعمل على وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، وليس تدميره». وقالت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة «أنالينا بيربوك» «إنه يجب احترام سيادة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها» وتابعت «بوجوب تكثيف الجهود الدبلوماسية لإحلال هدنة فورية، ودائمة في غزة». ولاحقاً قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة «إن الأمين العام دان «دون لبس» الاعتداء الذي استهدف سيادة قطر، مؤكداً أن مثل هذا الهجوم يمثل «انتهاكاً صارخاً لأراضي دولة ذات سيادة». وقال المتحدث: إن قطر «دولة وساطة تلعب دوراً إيجابياً في المنطقة، والاعتداء عليها لا يُعد مؤشراً إيجابياً» مشدداً على أن الأسرة الدولية «يجب أن تتحدث بصوت واحد دعماً لدور قطر البناء» هذا ما يقوله المجتمع الدولي والذي ظهر بجلاء بعد الدوان الغاشم على دولة قطر، وقد تكررت الإدانات والشجب من كافة أو أغلب دول العالم على ما تقوم به إسرائيل من جرائم ضد الإنسانية في غزة، فقد أهلكت الأرض والنسل وقتلت حتى الآن أكثر من (25) ألف طفل في غزة وحدها إضافة إلى أكثر من (70) ألف قتيل وكلهم من النساء والأطفال، والمدنيين العزل الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يجري، وكذلك قتل الصحفيين، والعاملين في مجال الإعلام، إضافة إلى هدم المستشفيات على من فيها من المصابين والجرحى، ولم توقف إسرائيل عدوانها ليوم واحد غير عابئة بالمجتمع الدولي وقرارات هيئة الأمم، وقامت بإسكات منظمات الإغاثة وتحييدها عن أداء عملها، وارتكبت جرائم لم ير لها مثيل في التاريخ القديم أو الحديث بترك السكان يموتون جوعاً، ومنع كافة وسائل الحياة عنهم وإجبارهم على الخروج من منازلهم إلى العراء، ومنع كافة وسائل المساعدات الإنسانية، أو الإغاثة من الوصول إليهم وإجبارهم على تغيير أماكنهم يومياً من مكان إلى مكان، والإمعان في إذلالهم بشكل واضح ومتعمد دون الالتفات إلى أي موانع أو محاذير دولية.
أخيراً أقول: إن على الدول العربية مجتمعة أن تتكاتف، وأن تقف صفاً واحداً، بعد هذا الاعتداء الغاشم على دولة قطر، وأن تكثف كافة جهودها لمنع تكراره في أي بلد عربي آخر، ثم على الدول التي أقامت علاقات مع إسرائيل بأي شكل أن تعيد النظر في هذا الموضوع، فالأحداث الأخيرة تقول: إنه يجب مراجعة مثل هذا الأمر، ثم على الدول العربية أن تكثف جهودها لإقناع الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل لمنع هذا الفلتان الإسرائيلي وكبح هذا الثور الهائج (النتن) الذي يسعى لبقائه في الرئاسة بارتكاب المزيد من الجرائم لأنه يعلم أنه عند انتهاء ولايته سوف يذهب إلى مزبلة التاريخ.. التكاتف والوقوف صفاً واحداً في وجه هذا العدوان مطلوب، وكذلك اتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل ردع إسرائيل عن عدوانها المتكرر على سوريا، ولبنان، وما تقوم به يومياً من اختراقات. وعلى الدول العربية مجتمعة أن تكون درعاً حصيناً ضد أي اعتداءات تلمس سيادتها وأمنها.