د. سليمان بن محمد العيدي
رُزئت الأمة السعودية والإسلامية فجر الأول من ربيع الآخر بوفاة علمٌ من أعلامها ونجم علم في الفقه الإسلامي. وبحر في الفتوى سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية.
وهو العالم الجليل الوسطي عرفته عن قرب في كثير من البرامج الإذاعية والتلفازية، خطيب اعتلى منبر عرفات لأربعين عاماً كنت ضمن الوفود الإعلامية المتحدثة والمعلقة على خطب سماحته على الهواء مباشرة.. والذي يراجع خطبه كان يعدها مبكراً ويعيد حفظها على طلابه ويلقيها ارتجالاً في وسط ملايين الحجاج يوم عرفة.
إنه العالم الذي يرأس هيئة كبار العلماء واللجنة المعتمدة في الإفتاء برئاسة البحوث العلمية والإفتاء، لقد عُرف عن سماحته اللطف والعبادة والانتظام في إمامة المسلمين في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض.
وحق لي أن أتوقف مع مشاهد من علاقتي بسماحته.. كما عرفته عن قرب.. عرضت عليه برنامج الإفتاء بالتلفزيون مباشراً فرحب وحضر للإستديو حتى هيأ له الزملاء في الهندسة غرفة للبث المباشر من الجامع وأصبح مع الزميل عبدالكريم المقرن والزميل خالد الرميح وله من البرامج الإذاعية العديد من البرامج ومنها بعدما خف صوته. أن تولت إذاعة القرآن الكريم إنتاج فتاوى سماحة المفتي العام للمملكة تعرض بعد الظهر يومياً وبعدما عيّنت وكيلاً للوزارة استمرّت علاقتي بسماحته حتى زرته قبل أشهر لنعرض عليه في منزله حديثاً لوكالة الأنباء السعودية يوجّه فيها كلمات إلى رجال التربية والتعليم وأبنائه الطلاب والطالبات كان لا يقلل من قيمة أي رسالة فيها فائدة للمجتمع.
بذل جهده ووقته للأمة كلها يسألني في كل مرة سليمان وش عندنا نتكلم عنه اليوم، كان لا يترك دقيقة تفيد عبر الإذاعة أو التلفزيون أو الصحافة التي ويمنحها جزءًا من وقته.. رحمه الله.. قبل وفاته بأسبوع. وافق على أن نشرع في وضع فتاوى لركاب الطائرة، وتم تسجيلها بحمد الله، كتب الله ذلك في ميزان حسناته
غفر الله لنا وله، لقد كان متصفا بالسماحة والوسطية والاعتدال. زاهد عابد، رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه أعلى الجنان..آمين يا رب العالمين.