د.نايف الحمد
نجح النجم الكبير سالم الدوسري في انتزاع جائزة أفضل لاعب آسيوي للمرة الثانية، بعد 48 ساعة فقط من قيادته الأخضر السعودي إلى المونديال، ليكمل فرحة أبناء الوطن الأوفياء، ويحقق مجداً لم ينله لاعب سعودي من قبل.
أكاد أجزم أن ما حدث لسالم لم يكن أمراً طبيعياً، ولا يمكن أن يحدث لنجم وطني ينافس على جائزة قارية، ولاسيما وهو يخوض أهم المعارك الكروية لوطنه، ويسعى مع زملائه لتحقيق أحلام الجماهير، والمساهمة في تحقيق تطلعات المسؤولين الذين يريدون أن يروا ثمرة جهودهم من خلال التواجد في أهم مناسبة كروية عالمية.
بادئ ذي بدء، دعونا نقدم تحية إجلال وتقدير لنجوم المنتخب السعودي الذين لم يبخلوا بالجهد أو العرق في مباراتي إندونيسيا والعراق، رغم ما واجهوه من هجوم غير مبرر وهم يخوضون المعترك الأصعب والحاسم في مشوار التصفيات.. لقد كانوا رجالاً لم تهزّهم حملات الكارهين من أصحاب النظرة الضيقة الذين لم تكن المصالح العليا للوطن ضمن اهتماماتهم، بل أعماهم التعصب وفقدوا توازنهم وظهروا بصورة لا تليق بالرياضي السعودي، حتى بتنا موضع تندّر في الخارج نتيجة سلوكيات البعض تجاه المنتخب ونجومه.
أعتقد أن ما حققه «التورنيدو» سالم الدوسري من مجد قد فاق به الجميع، ولم تعد المقارنة مع هذا النجم ذات معنى. فبتحقيقه هذه الجائزة تجاوز الجميع، فضلاً عما حققه من بطولات وأرقام وإنجازات على صعيد نادي الهلال والمنتخب السعودي.
أما ما يردده كارهوه من أن سالم لم يحقق شيئاً للمنتخب السعودي، فإنما يخدعون أنفسهم ويكشفون عن ضحالة تفكيرهم؛ فـإنجازات النجم سالم الدوسري الخارجية جعلت منه أسطورة في تاريخ الرياضة السعودية.. وشخصياً، أراه الأسطورة الأولى في تاريخ الكرة السعودية بما يمتلكه من إمكانات، وبما حققه من بطولات وإنجازات.
وللتذكير فقط، نقول لأولئك المحتقنين الكارهين لكل ما هو جميل: إن سالم الدوسري ساهم في تأهل المنتخب لكأس العالم ثلاث مرات، فهل يضعون هذا التأهل في مقارنة مع بطولات إقليمية كدورة الخليج أو البطولات العربية؟! أما كأس آسيا، فهناك منتخبات آسيوية عريقة ككوريا الجنوبية وإيران مضى عليها عقود من الزمان ولم تحقق هذه البطولة، فهل شطبت تلك الدول أساطيرها لعدم تحقيق هذه البطولة؟!.
نقطة آخر السطر
لقد شرّف الأسطورة سالم الدوسري الوطن ومثّله خير تمثيل، وترك له بصمة لا تُمحى في كل محفل شارك فيه، فرفع راية الوطن في المشاركات الخارجية، قارية كانت أو عالمية، وحقق للوطن انتصارات كبرى في نهائيات كأس العالم، وسجل أهدافاً خالدة في ذاكرة التاريخ الكروي للمملكة العربية السعودية.. وما زال للمجد بقية.