إبراهيم بن سعد الماجد
منذُ تسلمه للمسؤولية وهو يعمل على مدار 24 ساعة، من أجل بناء وطن، وكأن المتنبي عندما قال:
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
كأنه كان يعني سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في زيارة سموه لواشنطن وعلى الرغم من ضخامة الملفات التي يحملها من أجل وطنه وشعبه، سواء الاقتصادية والاستثمارية، أو العسكرية والدبلوماسية، إلا أنه لم يغفل عن جراحات الإخوة في السودان فكان هذا الملف المؤلم همه، مما جعل من الرئيس الأمريكي يستجيب لطلب سموه بالتدخل الفوري لإنهاء هذا الصراع المحزن.
رجل واحد لكنه كأمة، أنهى معاناة الأشقاء في سوريا، وها هو يسعى وبكل ثقله لإنهاء فاجعة السودان.
لا شك أن المملكة العربية السعودية ومنذ نشأتها كانت تُعنى بقضايا العالم العربي والإسلامي، بل تسهم بشكل فاعل في قضايا العالم أجمع، وما أزمة حرب أوكرانيا عنا ببعيد، وجهود سمو الأمير محمد في إطلاق الأسرى، وتقريب وجهات النظر.
إن المتتبع لما يبذله سموه من جهود عظيمة على كافة الأصعدة، ودون حملات إعلامية مصاحبة، بل تاركاً النتائج هي التي تتحدث عن نفسها، حتى صار وجود المملكة في أي لقاء سر من أسرار نجاح ذلك اللقاء.
لقد نجح سموه نجاحاً كبيراً في احتواء الأزمة التي وقعت بين الجارتين باكستان والهند، وجنب تلك المنطقة كارثة كبيرة لولا الله ثم تدخل سموه.
في زيارة سموه للولايات المتحدة الأمريكية وما تحقق من نجاح كبير بكل المقاييس يؤكد على أن رؤية المملكة 2030 نجحت قبل الوقت المحدد لها، بل حققت مؤشرات غاية في الأهمية على كافة الأصعدة، مما جعل من المواطن السعودي يزهو فخراً بمهندس هذه الرؤية سمو الأمير محمد بن سلمان، الذي حوّل الكثير من الأحلام إلى واقع ملموس.
الزيارة التي اختتمت بصدور بيان مشترك جاء فيه:
أن الجانبين بحثا..
«آخر المستجدات والتطورات ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر حول الأحداث والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وجهود تعزيز أوجه الشراكة الإستراتيجية بين البلدين».
وشهدت الزيارة توقيع اتفاقية الدفاع الإستراتيجي، والشراكة الإستراتيجية للذكاء الاصطناعي، والإعلان المشترك لاكتمال المفاوضات بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، والإطار الإستراتيجي للتعاون في تأمين سلاسل إمدادات اليورانيوم والمعادن والمغانط الدائمة والمعادن الحرجة، وإطار العمل الإستراتيجي بشأن تسهيل الإجراءات لتسريع الاستثمارات السعودية، وترتيبات الشراكة المالية والاقتصادية، والترتيبات المتعلقة بالتعاون في قطاع الأسواق المالية، والاعتراف المتبادل بالمواصفات الفيدرالية الأمريكية لسلامة المركبات، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال التعليم والتدريب.
كما أسفر «منتدى الاستثمار الأمريكي - السعودي» عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين بقيمة تقارب 270 مليار دولار.
قراءة سريعة لما تم تؤكد أن بلادنا مقبلة بإذن الله على نهضة غير مسبوقة، سواء في الجانب التقني والذكاء الاصطناعي، او الاستثمار المتبادل، وكذلك في جانب التعليم والتدريب. وغيرها من النجاحات الأخرى التي لا تقل أهمية عما ذكر.