إيمان الدبيّان
اليوم العالمي للتطوع الذي يصادف 5 من ديسمبر كل عام، يوم يستذكر فيه العالم أهمية العمل التطوعي في شتى مجالات الاحتياجات البشرية، وقد حُدد شعاره هذه المرة تحت مسمى (مساهمة مهمة) وتأتي أهمية المساهمة في الأعمال التطوعية على مستوى الجماعات والأفراد؛ حيث إنها للمجتمع نمو وإعانة وللفرد مشاركة وسعادة.
إن المملكة العربية السعودية من منطلق دستورها ومنهجها الإسلامي تجسد مفهوم الأعمال التطوعية من خلال تكافل وتعاون أبناء المجتمع، وبواسطة البرامج التطوعية ومستهدفات المسؤولية المجتمعية التي تضمنتها الرؤية السعودية 2030 بقيادة عرابها سيدي ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان؛ حيث أصبحت هذه البرامج وتلك الأعمال ركنا أساسيا وهدفا إلزاميا في كثير من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، وإضافة قيمة من الساعات التطوعية في سجل كل مساهم ومشارك بأعمال تطوعية.
نلاحظ من يمارس العمل التطوعي يشعر بسعادة العطاء، ويلمس تحقق النماء، ويستشعر حب الآخرين والعمل بزهاء، من خلال خدماته المقدمة ومساهمته المهمة فكل عمل تطوعي مهما كان بسيطا فهو مهم لما يعكس من أثر عظيم وخير عميم على مجتمعه ووطنه وأبناء بلده.
وحتى نستشعر أهمية العمل التطوعي وقيمته لا بد أن نجعله ثقافة مجتمعية ومساهمة وطنية وقيمة دينية ومنهجا فكريا ومرتكزا إنسانيا؛ نجسده فينا وفي أسرنا، نعزز به مفهوم العون ومعنى التكافل.
المردود المعنوي من الأعمال التطوعية يفوق العائد المادي بهجة وفرحة عندما نرى مساهماتنا التطوعية تخفف أعباء وتدعم أعمالا وتخدم قطاعا وتسعد محتاجا وتحقق رؤية وتعين محتاجا وتطور جهة وتنمي وطنا.
هل سألنا أنفسنا: كم يوما تطوعيا فعّلناه في 365 يوما من عامنا الزاهر في وطننا العامر أمنا ورخاء وتقدما ونماء؟
الشواهد على الأعمال التطوعية التي تفعلها الكثير من المؤسسات والجهات في مختلف القطاعات والمناطق كثيرة وآثارها وجهود القائمين بها وفيرة، نجدها في رئاسة الحرمين الشريفين قائمة وللخدمات الدينية باهرة، وفي التعليم مؤثرة، وفي الصحة مزدهرة، وفي وزارة البيئة والمياه والزراعة بجوائز الأعمال التطوعية متقدمة ومحققة.
نعم، هذا نحن في المملكة العربية السعودية كل يوم هو يوم عمل تطوعي في جوانب متعددة من وطننا نحقق به مستهدفات رؤيتنا ونعزز من خلاله تلاحم مجتمعنا.