إيمان حمود الشمري
الأمر لا يتطلب أن تكون على منصب لتكون جزءا من هذا التحول، الكثيرون يعتقدون أنهم متفرجون لما يحدث، والحقيقة أن كونك مواطنا عاديا فذلك لا يعني أن دورك غير مؤثر، ذلك أن أي عملية تغيير حقيقية لا تنجح دون مشاركة شعبية واعية وفعّالة.
يلعب المواطن دوراً محورياً في مدى استعداده وتفاعله مع التغيير، فالتغيير بالنهاية هو عملية شراكة بين الدولة والمواطن، فلا تستهن بدورك أياً كان، لن تنجع الرؤية إلا في بيئة خصبة يفلحها شعب يؤمن بثقافة العمل الجماعي، ويؤمن أن دوره مهما بدا صغيراً فهو لا يقل أهمية عن أي مسؤول.
أكثر من مشروع خرج في ظل الرؤية لشباب سعوديين واكبوا فيه توجه البلد من حيث الفكرة والاهتمام بالتفاصيل، كتلك التي تعزز هوية التراث السعودي، وغيرها من المشاريع التنافسية التي ترفع مستوى جودة الحياة وتبرهن أن المواطن جزء من اقتصاد البلد.
الكثير من المواطنين يظنون أن الدولة وحدها التي تغير والمسؤول وحده الذي يقرر، وأنت كمواطن دورك محدود!!..لو كنت تؤمن بمقولة «أن التغيير الحقيقي غالباً يبدأ صغيراً» ستعرف حجم وأهمية دورك... فعندما تدافع بطريقة تلقائية عن وطنك سواء في منصات التواصل أو وجهاً لوجه وترد على أصحاب الفتنة، فأنت شريك في دعم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، عندما ترشد سائحاً ضالاً بالطريق وتتعامل معه برقي واحترام وأمانة لا استغلال، فأنت تساهم في إقبال عدد أكبر من السياح، عندما تتعلم مهارة جديدة لتلبية متطلبات السوق ومواكبة الحراك الذي يحدث، وتقبل التحديات لتثبت نفسك فأنت جزء من التحول.
وعندما تنضبط في الأنظمة وتحترم القانون وتحافظ على الممتلكات العامة، وتبلّغ عن فساد لاحظته، فأنت شريك أساسي في نهضة هذا الوطن، أي تصرف صغير منك يعكس ثقافة بلد، فالتغيير مسؤولية كل مواطن، ولن يتقدم بلد مواطنوه لا يؤمنون بدورهم الحقيقي في دعمه، ولا يؤمنون بالنمو بتدرّج، لأن أي تغيير يحتاج لصبر لا لنتائج سريعة، يحتاج لصلابة تشبه صلابة شعب طويق عندما يكون حجر الأساس لنمو هذا الوطن.