عبدالكريم بن دهام الدهام
هل يمكن لفعالية محلية تأتي كل سنتين فريدة واستثنائية واحدة، أن تقوم بالإجابة عن العديد من الأسئلة المهمة، حول التوجهات الاقتصادية والإستراتيجية المستقبلية لتنمية منطقة الحدود الشمالية؟
ما هي سمات حلم أميرها فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود؟ وهل ينجح في تحويل الحلم إلى غايات وأهداف تكون قابلة للتحقيق بأعلى مستوى؟ وهل ينجح في إحراز استدامة ورقي ونمو ومنزلة هذه الفعالية النادرة، التي استهلت كحلم؟
ما حجم ما توصل إليه من تمكين بالفعل؟ والأهم من ذلك: هل مثَّلت توجيهات وإرشادات أمير منطقة الحدود الشمالية؟ ما هي تطلعاته الفعلية؟ وما الوسيلة التي يحقق بها أهدافه؟ هل يستطيع أن يحقق ما يخطط له مستقبلاً؟ هل تنجح المنطقة في استغلال هذه الفعالية بمستوى محلي وتفلح في التمسك بمكامن ثرواتها ومقومات نموها وفرص الاستثمار المتاحة فيها؟ هل تستطيع أن تبهر المنطقة نفسها ومن حولها بفعالية اقتصادية أنيقة تُعنى بأدق التفاصيل في الاستثمار والتنمية؟
والأمير هو أهل لها، لأنَّ فيه القيادة والإدارة والطموح والقبول والصبر والمثابرة.
جميع هذه الاستفهامات وأكثر لها إجابة واحدة واضحة هي منتدى الحدود الشمالية للاستثمار الذي بدأ في العام 2023م، كفعالية اقتصادية تهدف إلى رعاية وتأهيل وتمكين مجتمع المنطقة واقتصادها وقطاعاتها الصحية والتعليمية والخدمية من التميز والنجاح.
ولأن الفعالية لا تتوقف عند حدودها فحسب، وبما عُرف عن الأمير فيصل من اهتمام بالتفاصيل الدقيقة، والمتابعة المباشرة، والوقوف على عتبة الحلم حتى يحصل ويتنامى ويزدهر، كانت السمات والصفات تروي الكثير: تنظيم يليق بفعالية اقتصادية نادرة، مواهب وسواعد سعودية واعدة وعلى قدر المسؤولية في التنظيم، تفاهمات مع مؤسسات وطنية عالية تزداد تنافسيتها على رعاية الفعالية، وتركيز على التطبيقات والآليات، وفق خطط إستراتيجية مبنية على المتابعة مدعومة بمؤشرات الأداء.
بجلسات حوارية متخصصة مختارة على أعلى مستوى بمواضيع مثالية، وإبرام عدد من الاتفاقيات بين الجهات ذات العلاقة والقطاع الخاص، كلها عوامل جعلت من الفعالية حدثاً اقتصادياً مهماً.
وتحت رعاية كريمة من صاحبِ السموِّ الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، أميرِ منطقةِ الحدود الشمالية، اكتسبت الفعالية بُعداً آخر؛ بُعداً يجعل من الاقتصاد رسالة، ومن الاستثمار والتنمية طريقاً لتمكين مجتمع المنطقة وإبراز وجه منطقة الحدود الشمالية الحديث، التي تعرف كيف تواكب رؤية 2030.
والفعالية، التي هي اقتصادية في الأساس، لها أبعاد أخرى بفضل حضور عدد من الوزراء والمسؤولين والخبراء والمستشارين وقادة قطاع المال والأعمال في المملكة.
أما أنا شخصي، فقد اعتدت على أن أتابع منتدى الحدود الشمالية للاستثمار، وسأتلمّس طريقي بمشيئة الله تعالى في حضور منتدى الحدود الشمالية للاستثمار 2025م الذي سينطلق يوم الاثنين القادم 15 ديسمبر الجاري، وذلك في نادي منسوبي وزارة الداخلية بمدينة عرعر، المنتدى الذي لن يتوقف عن إثارة اندهاشي وإعجابي وتقديري.
أي مسار اقتصادي لمنطقة الحدود الشمالية فإنه تزينه كلمة أميرها: «علينا دراسة استثمار طاقاتنا البشرية في منطقة الحدود الشمالية، واستقطاب العقول، واستثمار الأصول، وجذب المزيد من الاستثمارات، ومنح الفرص للمبادرين من أبناء المنطقة وبناتها أهل الكفاءات، المتأملين للمزيد من النجاحات»، هذه الكلمة التي لخّصت حكاية فعالية بدأت بحلم أمير اسمه «فيصل»، ابتكر مساحة اقتصادية ثم صنع حضوراً، ثم صنع تأثيراً، باتت اليوم وبكل وضوح حدثاً يشبهنا وتشبه منطقة الحدود الشمالية، حدثاً يضع كل مسؤول ومواطن في منطقة الحدود الشمالية أمام تحدي صناعة حلم أميرنا الشخصي، الذي ما إن بدأ في عام 2023م حتى اتضح لنا في 2025م أن لا حدود لطموحاته وأمنياته المشروعة، في ظل ما يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - من اهتمام كبير بالتنمية الاقتصادية في هذا الوطن الحبيب.