محمد العويفير
استمعنا إلى تصريحات المدرب هيرفي رينارد التي أشار فيها إلى أن بعض لاعبي المنتخب السعودي لا يحصلون على دقائق لعب كافية مع أنديتهم، وهو عامل قد يؤثِّر من وجهة نظره على جاهزيتهم عند الانضمام للمنتخب، ومن المهم النظر إلى هذه النقطة بموضوعية ومقارنتها بالمعطيات الحالية.
فعند متابعة القائمة الحالية للمنتخب المشارك في كأس العرب، وكذلك القائمة التي شاركت في الملحق، نجد أن أغلب اللاعبين يمثِّلون أنديتهم بانتظام، سواء كلاعبين أساسيين أو بعناصر تمتلك حضورًا مستمرًا في المباريات، وهذا يعكس أن نسبة كبيرة من اللاعبين يحظون بدقائق لعب كافية تؤهلهم للدخول مع المنتخب بجاهزية مناسبة ومتقاربة فيما بينهم.
كما أن وجود عدد كبير من اللاعبين الأجانب في الدوري أسهم بشكل ملحوظ في رفع مستوى المنافسة مما انعكس إيجابًا على اللاعب المحلي. فالقائمة الحالية للمنتخب تضم أكثر من لاعب أثبت قدرته على حجز مركزه وتقديم مستويات جيدة، على الرغم من وجود عشرة لاعبين أجانب في كل فريق. وقد شهدنا خلال الموسم الماضي والحالي بروز أسماء سعودية جديدة قدمت مستويات لافتة مع أنديتها، وهذا يعكس استفادة اللاعب المحلي من قوة الدوري وارتفاع مستوى زملائه الأجانب.
ويمكن قياس ذلك أيضًا من خلال المنتخب المشارك في بطولة الخليج الحالية تحت 23 سنة، حيث تضم التشكيلة الأساسية من 6 إلى 7 لاعبين يشاركون مع أنديتهم بشكل منتظم، رغم صغر سنهم والمنافسة القوية التي يواجهونها، فإذا كان اللاعب الشاب يحصل على فرص كافية فهذا يشير بطبيعة الحال إلى أن لاعبي الفئات العمرية الأكبر يحظون بفرص أكبر وأكثر استقرارًا.
ومن الجوانب المهمة أيضاً أن وجود لاعبين أجانب على مستوى عالٍ يُفترض أن يشكِّل حافزًا إضافيًا للاعب السعودي، يدفعه لتطوير نفسه وزيادة معدل جهده من أجل حجز مكانه في التشكيلة الأساسية. وقد رأينا بالفعل نماذج كثيرة في مختلف الأندية للاعبين سعوديين استفادوا من الاحتكاك المباشر باللاعبين الأجانب، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على أدائهم في الدوري وعلى جاهزيتهم للمنتخب.
وبناءً على هذه المعطيات وبعد الرد على هذه الأسطوانة المشروخة يمكن القول بأن مستوى مشاركة اللاعبين السعوديين في أنديتهم لا يبدو منخفضًا كما يُعتقد، بل إن البيئة التنافسية الحالية في الدوري تساعد اللاعب المحلي على التطور وتقديم أداء جيد عند تمثيل المنتخب.
رسالتي
مباراتنا البارحة مع فلسطين فرصة مهمَّة لرفع الروح المعنوية وإثبات أننا نسير في الطريق الصحيح، نحتاج لنتيجة إيجابية تقرِّبنا من اللقب وتمنح المنتخب والمدرب دفعة قوية في مشوار التحضير لكأس العالم. فماذا حدث في إستاد لوسيل؟!
* * *
- محلِّل فني