د.عبدالعزيز الجار الله
محطات الوقود على الطرق البرية الطويلة كان ممكناً أن يستمر حالها المتواضع لفترة اطول لأنها بعيدة عن حاجات التنمية، لكن بتوفيق من الله:
- جاءت رؤية السعودية 2030، التي أعلنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2016، لتقدم مشروعات عدة منها تطوير الطرق والمحطات على الطرق وداخل المدن وتضعها في داخل مشهد التطوير.
- ثم تبني وزير الطاقة سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان تطوير محطات الطرق وداخل المدن عبر وزارة الطاقة.
هذا الأمر قد يكون للوهلة الأول أنها ليست في سلم الأولويات، وليست من البرامج العاجلة والضرورية بل أنها تأتي ضمن مشاريع أخرى، لكن من منظور اقتصادي واجتماعي وتخطيطي قد تكون في أعلى الأولويات، أما لماذا:
- مساحة المملكة نحو (2) مليون كيلومتر، وهذه المساحة تحتاج إلى المزيد المدن والقرى والسكان لتغطيتها وتأهيل نواحيها.
- المملكة تتكون من أقاليم جغرافية متباينة بين: الجبال الشاهقة، والرمال الكثيفة، والأودية الموسمية الهادرة، والبيئات السبخة الصلصالية الشاسعة، والهضاب الجبلية الوعرة، والحرات البركانية. جميعها اجتيازها في غاية الصعوبة.
- المملكة في هذه المرحلة التنموية لها مناشط وتنقل يومي بسبب مواسم الحج والعمرة والزيارة، والتنقل الوظيفي اليومي بين المدن من معلمي ومعلمات، وتنقل طلاب الجامعات، ونقل البضائع.
لذا الطرق البرية الطويلة والتي تمر بهذه التضاريس تحتاج إلى محطات وقود متطورة جدا تكون فواصل تجارية، ومع عامل الوقت تتحول إلى تجمع سكاني وقرى أو مراكز مدن صغيرة، وهذا تاريخيا يؤكد أن تأسيس المدن مر عبر محطات طرق القوافل، ثم الشاحنات الكبيرة وحاليا مع السيارات الصغيرة.
وحتى مع التوسع في شبكات القطارات ستبقي محطات الوقود نواة للتجمع السكاني، ونقطة أمنية لحفظ أمن الطرق وسلامة العابرين، وكذلك سوق تجاري يخدم المشاريع التي نشأت مع رؤية السعودية 2030 ومنها مشاريع الطاقة والسياحة، وبطبيعة الحال القرى والهجر القريبة من الطرق.
وزارة الطاقة لها دور اجتماعي تؤديه، وقد لمسنا في السنوات الأخيرة التغير الذي طرأ على محطات الوقود داخل وخارج المدن، وهذا فإن بعضها تحول إلى مكان للتسوق طول 24 ساعة داخل الاحياء، وفي الطرق تحولت إلى خدمة مرافق الترفيه ومناشط السياحة، يمكن تطويرها على طول المنشآت السياحية في الأماكن النائية والجديدة البعيدة عن تجمعات المدن والمحافظات.