د.نايف الحمد
لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تشهد بطولة كأس العرب، التي تستضيفها قطر، هذا الإبهار والزخم على مختلف الأصعدة؛ فالتنافس كان كبيراً بين المنتخبات العربية، رغم أن المنتخبات الإفريقية لم تحضر بكامل عدتها وعتادها بسبب قرب انطلاق بطولة الأمم الإفريقية، إلا أن ذلك لم يُقلّل من حدة التنافس والإثارة الطاغية التي حفلت بها معظم المباريات.
في «درب لوسيل» و«سوق واقف» و«كتارا» وغيرها من الأماكن اللافتة، تجمعت الجماهير العربية وأحيت ليالي الدوحة في أيام لا تُنسى، سادت خلالها الأهازيج العربية المتنوعة في أجواء أخوية رائعة وحماس منقطع النظير، وسط احتفاء كبير من الأشقاء القطريين الذين قدموا كل الدعم لإخوتهم العرب، وقاموا بواجب الضيافة على أكمل وجه، كعادتهم في الترحيب بضيوفهم، وكذلك في تنظيم المسابقات الكروية التي باتوا يقدمون فيها إبداعاً وابتكاراً غير مسبوقين. وقد شاهدنا الإشادات التاريخية التي حظيت بها الدوحة بعد تنظيم كأس العالم 2022، حيث اعتُبرت النسخة الأجمل في تاريخ البطولة.
في كأس العرب، كانت الأجواء مميزة، وجاء التوقيت متناسباً مع أجواء شواطئ الخليج الشتوية المعتدلة، ما أسهم في كسر جميع الأرقام المتعلقة بالحضور الجماهيري، وتسجيل نجاح منقطع النظير لهذه النسخة، وسط فرحة عربية غامرة بكل ما تحقق، وحالة من الرضا في أوساط الجماهير العربية، في خضم أحداث وحروب وصراعات أرهقت المواطن العربي، فجاءت هذه البطولة بلسماً، وفرصة للتعبير عن الفرح والابتهاج في أجواء عربية أخوية خالصة.
لقد أكدت هذه النسخة قيمة التجمع العربي وتأثيره الإيجابي في شعوبنا، وأصبح من الضروري الاهتمام بهذا الحدث واختيار الأدوات الكفيلة بنجاحه، من حيث الاستضافة والتوقيت، ليواصل العطاء، وتبقى أواصر المحبة والإخاء هي السائدة بين أبناء الوطن العربي الكبير.
نقطة آخر السطر
فرض المنتخب السعودي هيبته في مشاركته الحالية في كأس العرب، ولم يُخيّب ظن محبيه؛ حيث حلّقت الصقور الخُضر في سماء الدوحة، وقدم نجوم الأخضر أداءً مقنعاً، ولم يتبقَّ سوى مواصلة التألق للظفر بالبطولة والعودة بالكأس إلى الرياض.
منتخبنا الوطني البطل أمامه مباراة أشبه بالنهائي المبكر في الدور نصف النهائي أمام أحد أفضل فرق البطولة، منتخب النشامى الأردني، غير أن منتخبنا، بخبرته العريضة وإمكانات لاعبيه، قادر -بإذن الله- على العبور إلى النهائي وخطف الكأس الغالية.
وأخيراً، رسالتي إلى الجماهير السعودية الغالية: نريد أن نكون سنداً دائماً لمنتخبنا ولكل من يمثله؛ فالوطن غالٍ على الجميع، وهؤلاء اللاعبون هم سلاحنا الذي نواجه به منافسينا من أجل رفع راية بلادنا في كل مناسبة وكل محفل.