د. سطام بن عبدالله آل سعد
هناك ألقاب ترتبط بالمنتخبات؛ كمنتخب السامبا ومنتخب التانغو وغيرهما، لكن منتخبنا اعتاد على «هاردلك» كثيراً، والتي لازَمَته سنواتٍ طويلة، فكانت الصاحبَ في بطولاته، والمرارةَ على جماهيره. هذه الكلمة، مع مرور الزمن، تحولت من جملة مواساة إلى تفسير جاهز يضع كل شيء على الحظ ويُبعدنا عن الأسباب.
بطولة كأس العرب كانت مثالًا واضحًا على ذلك؛ بدت كأنها جرّاح خرج من غرفة العمليات وقال لنا: «هاردلك» على هجومٍ لا يعرف البوصلة، ووسطٍ لا يضبط الإيقاع، ودفاعٍ يفقد السيطرة عند أول ضغط، ومدربٍ يُكرِّر الأخطاء في كل مباراة. هاردلك على إعلامٍ رياضي يتلوَّن بألوان الأندية أكثر مما يلتف حول اللون الأخضر.
البطولة قالت لنا أيضاً (هاردلك) على حقيقة الخطط المدروسة.. عفواً (الخطط الإستراتيجية)، في وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم. حيث نسمع كثيرًا عن مشاريع وأهداف بعيدة، ثم نتفاجأ بعد كل بطولة أننا نعود إلى نقطة الصفر، لكن بأعذار جديدة، وكأن الخطة تُكتب للاستهلاك، بينما الملعب يكتب الحقيقة كما هي.
ومن هنا يجب أن نتعامل مع كأس العالم 2026 بعقلانية؛ فالمطلوب احترام صعوبة المنافسة وعدم رفع سقف التوقعات. وعلينا أن ندرك أن تقليل الخسائر مكسبٌ في ظروف كهذه، وأن الحديث عن مستوى مشرِّف بلا أدوات واقعية ضربٌ من الخيال.. وكما قيل: رحم الله امرأً عرف قدر نفسه.
قد يقول البعض: إذن الحل هو إقالة الأجهزة الإدارية والفنية؟ نعم، قد تكون الإقالة أو الاستقالة جزءًا من العلاج؛ لأنها تُعيد معنى المسؤولية والمحاسبة، وتكشف مكامن الخلل. لكن هذا وحده لا يكفي، لأن تغيير الأسماء لا يغيِّر النتائج ما دامت المنظومة تعمل على خط الإنتاج نفسه.
أعرف أنك بعد كل ما سبق تنتظر الحل.. الحقيقة أن الحل الوحيد هو الدعاء لمنتخبنا بالتوفيق قبل كل مباراة.. هاردلك.