عبدالكريم بن دهام الدهام
وطن عظيم برؤية عظيمة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، وبإشراف عراب الرؤية سمو ولي العهد الطموح رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لقد حقق القطاع السياحي أكثر من أهدافه مبكراً، ضمن مسار رؤية السعودية 2030، وضمن محاورها الثلاثة: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
إن ما رأيناه أثناء اطلاعنا على استراتيجية القطاع السياحي أثناء تدشين الرؤية الطموحة كنا نعتقد أنها أحلام، واليوم نرى أن هذه الأحلام تحققت وتعدّت التوقعات.
وتبرهن هذه المنجزات الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، واهتمامها بترسيخ أسس التنمية المستدامة، التي تُسهم في رفعة الوطن ورفاهية المواطن، وتحرز منزلة المملكة العربية السعودية على المستوى الإقليمي والدولي.
تمهيد:
- قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود: «إن المملكة تستشرف أن تكون في مكانة هامة على خارطة السياحة والتراث الحضاري عالمياً».
- قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء: «إن المملكة العربية السعودية أصبحت واحدة من أهمُ الوجهات السياحية الواعدة والأكثر جذباً للسياح على مستوى العالم، نتطلع إلى استقبال المزيد من السياح من مختلف أنحاء العالمُ من خلال المشاريع النوعية الكبرى، والاستثمارات الضخمة من قبل شركات صندوق الاستثمارات العامة، التي تهدف إلى تنمية قطاعي السياحة والترفيه في عدد من الوجهات المتنوعة التي تزخر بها بلادنا، منها نيوم».
- قال أحمد الخطيب وزير السياحة: «إن القطاع السياحي أثبت خلال السنوات الماضية قدرته على أن يكون محركًا رئيسًا للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، والمساهمة في تحسين حياة الشعوب والمجتمعات حول العالم، إن المملكة ملتزمة بمواصلة إبراز الدور الحيوي لهذا القطاع من خلال تعزيز التعاون مع شركائنا حول العالم، لضمان استدامة السياحة وازدهارها».
مؤشرات سياحية:
لطالما سارت المملكة واثقة بمقوماتها الطبيعية والتاريخية، ومتفوقة في الفارق وجذب الملايين من مختلف أنحاء العالم إلى بلادنا ومعرفة تفاصيلها الحضارية والتاريخية الفريدة، اعتماداً على رؤية الحكومة الرشيدة وأسلوبها المعتاد في تحقيق النتائج، والبراهين على ذلك متعددة ومشهودة للكل.
فقد جاءت المؤشرات السياحية في المملكة تؤكد القيمة الاقتصادية العالية لموارد ضخمة كانت غير مكتشفة أو ذات فاعلية في الناتج المحلي الإجمالي الوطني، فقد حقق القطاع السياحي تحولاً في التدفقات والعوائد بصورة مذهلة ولافتاً لأنظار العالم بكل إعجاب تعكس ثراء المناطق في المملكة.
وفقاً لتلك المؤشرات جاءت المملكة في المركز الأول عالمياً كأعلى وجهة في نسبة نمو إيرادات السياح الأجانب خلال الربع الأول من عام 2025م مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2019م،
مع وصول الإنفاق لمستوى قياسي بحسب البيانات الأولية والتقديرية للبنك المركزي السعودي حيث بلغ إنفاق السياح الأجانب خلال الربع الأول من العام الجاري نحو 49.4 مليار ريال أو ما يعادل 13.2 مليار دولار، بزيادة 237 % مقارنة بالإنفاق لنفس الفترة من 2019م.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للسياحة، جاءت المملكة في مقدمة الدول نمواً في إيرادات السياح الأجانب خلال الفترة المذكورة، تلتها صربيا والنرويج واليابان وكذلك تركيا وتلك نتيجة إيجابية لها ما بعدها في تأكيد أهمية السياحة كمورد للدخل في ظل ما تتمتع به جميع مناطق المملكة من إمكانات سياحية مذهلة في جميع المواسم على نحو ما نراه من أجواء خريفية في مناطق الجنوب بينما تشهد الشرقية أجواء حارة، وهذا التنوع المناخي يجعل الحركة السياحية نشطة طوال السنة.
التخطيط مطلوب:
اليوم وفي الغد كما هو الأمس، المملكة سائرة في تسريع وتيرة التنمية والتقدم، عبر قطاع السياحة، ولن تتنازل إلى الأبد عن كونها مركزاً شاملاً للنجاح والازدهار في إنشاء الوجهات السياحية المنافسة وتحسين البنى التحتية وتأسيس شركات التنمية السياحية وزيادة فرص الاستثمار والتمويل السياحي وتنويع المنتجات والخدمات السياحية ورفع مستوى جودتها.
نحن جزء من عالم متغير، نؤثر ونتأثر، هذا صحيح، لكننا ننعم بتعدد أصناف المناخ والتوازن مع مزايا جميع مناطق المملكة التي تتفرد كل منها بميزاتها الحضارية والتاريخية والطبيعية، مما يجعلنا أكثر تفاؤلاً بواقع سياحي أكثر جاذبية وعوائد وتعريفاً بالقيمة الحضارية الكبيرة لمملكتنا الغالية.
الاقتصاد القوي مرهون بشكل دائم باستغلال الفرص الاقتصادية المتاحة، ولأننا في خضم المنافسة من دون حدود، وفي عصر الصناعات المتكاملة، والسوق السياحي العالمي الكبير، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يأتي نجاح من باب الصدفة، ولا استمرارية من غير تخطيط، الذكاء فحسب هو الفيصل وهو الحكم في كل ما نستطيع نحققه.
واقع الحال في المملكة يتوافق مع ما يتوقعه أكثر المتفائلين، فعجلة التنمية السياحية متواصلة في الدوران إلى الأمام، والشركات الوطنية في استطاعتها تنويع وتسريع الأثر السياحي من خلال الاستثمار بالمعرفة وتنمية القدرات البشرية السياحية القادرة على قيادة وإدارة الواقع بالنظر إلى المستقبل، بالتوازي مع بناء شركات سياحية رائدة، وعقد شراكات مع كيانات عالمية، وسن أنظمة وتشريعات مجربة على أرض الواقع، وتلك مهمة وطنية سريعة ومستمرة، وهي ميّزة سعودية أصيلة.
حي الشتاء:
جميع الأشياء في فصل الشتاء تتغير، حتى نفسيات الناس، لتنظر شيئاً صدَأ قد استهل في اللمعان، جميع الأشياء تظهر بالوضوح بشكل جلي، حركة الناس وتجانس الطبيعة يتداخلان للإشهار عن فترة من فصول السنة، التي يشرق بها كل شيء.
الطبيعة في مملكتنا الحبيبة والعزيزة مختلفة بين الجبال الباسقة، والرمال المائجة بين السهول، والجزر الخلابة، والكثبان الرملية المهيبة، والسواحل البحرية، التي تهبنا فرصة السياحة الفريدة بين تلك الاختلافات والتفاوت في الطبيعة، لتبرز لنا فرصة للمهرجانات والمواسم والكرنفالات، ومتنزهاً يمنح البشر وقتاً للاستجمام في الطبيعة، فنجد مملكتنا الغالية لا تغفل هذا الجانب لتمنحك قالباً خاصاً، ومسمى يلهم الكل قيمة السياحة الشتوية في المملكة كونها جانباً من مصادر الدخل غير النفطي وداعم للاقتصاد المحلي، التي لازالت تكتظ بالموارد الطبيعية الاقتصادية.
يندمج الشتاء مع مناشط الناس وبرامجهم، وتحفز الأسر المنتجة على التفاعل والمشاركة، للظفر بفرصة الأجواء والطقوس، فنجد الشتاء في وطننا فرجة للتجول وتشريع النوافذ للحركة والديناميكية والنشاط، وجني العلوم والمعارف والاختلاط والانكشاف الثقافي، الذي يستقطب للفرد والدولة منافع متعددة، ولعل أروع ما في فصل الشتاء هي المهرجانات والكرنفالات والفعاليات، ومؤخراً أطلق معالي وزير السياحة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، برنامج شتاء السعودية تحت شعار « حيّ الشتاء».
حيث يستمر البرنامج حتى نهاية الربع الأول من عام 2026، ويشمل عدة مراحل، مع إطلاق أكثر من 1200 منتج سياحي، وما يزيد عن 600 عرض خاص، في عدد من الوجهات الرئيسة، هي: الرياض والدرعية وجدة والعُلا والبحر الأحمر والمنطقة الشرقية، إضافة إلى وجهات أخرى نوعية تضم كل من القصيم وحائل والمدينة المنورة، الأمر الذي يعكس التنوع الطبيعي والمناخي والثقافي الذي تزخر به السعودية.
لم تأتِ هذه التسمية «حي الشتاء» إلا إزاء الجاهزية الكاملة في الابتكار والإبداع والاستثمار والبنى التحتية القوية، التي تعطي السائح والزائر سهولة الانتقال والاستجمام، وتحريك السياحة الداخلية، لتزيد أعداد الزوار وحجم الإنفاق بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 وتحقيق مستهدف استقبال 150 مليون سائح بحلول العام 2030، كما يتضمن برنامج شتاء السعودية العديد من المنتجات السياحية الجديدة؛ تشمل الحفلات الغنائية والعروض الثقافية والمسرحية والأمسيات الشعرية والأنشطة العائلية والشاطئية في موسم الخبر، ومهرجان نبض العلا، وبطولة العالم للراليات وسباقات الزوارق السريعة في جدة، إضافة إلى تفعيل خاص بالتعاون مع مستر بيست وفعالية WWE رويال رامبل ضمن فعاليات موسم الرياض، وغيرها من الفعاليات النوعية.
في هذه الأجواء الشتوية الجميلة لا بد أن ندعم معرفتنا بمملكتنا أكثر، وفق استراتيجية سياحية وطنية، لنعيش أدق التفاصيل، ونتقصَّى مغامرات في ظل حكومتنا الرشيدة -أعزها الله-، التي خلقت لشعبها أجواء رائعة وتجربة مثالية في خدمتهم وإسعادهم ورفاهيتهم، تحت مسار رؤية تحمل شعار الرؤية السعودية 2030.
جولات وزير السياحة:
وزارة السياحة، وبالأرقام، قدمت لوطنها الشيء الكثير، في ظل دعم القيادة الرشيدة، وهو يؤكده دائماً معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب على أن العديد من المنجزات في منظومة السياحة الوطنية وما حققته المملكة من قفزات نوعية جاء بدعم وتمكين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- في مجال السياحة.
ولأن تلك الوزارة مرتفعة الهمة دوماً فيما يخدم المملكة، ويحقق تطلعات ولاة الأمر، فالمؤكد أن «شتاء السعودية» مشروع سعودي وطني، تعبّر عنه وزارة السياحة، برحلة استكشافية عبر مسار الشمال السياحي، لترسم بذلك خارطة طريق عملية للزوار تبدأ من العاصمة الرياض وتنتهي في حائل.
وتأتي هذه الجولة لتسليط الضوء على التنوع الجغرافي والثقافي الذي يربط وسط المملكة بشمالها، مقدمةً نموذجاً حياً للتجارب السياحية المتكاملة التي تدمج بين التراث العميق، السياحة الجيولوجية، والمغامرات الطبيعية في موسم الشتاء، وهو الأمر الذي يساير وزيرها في كل تحركاته.
السياحة في المملكة هي نافذة تنموية اقتصادية تعزز من الوجود السعودي في خارطة السياحة العالمية، عبر رؤيتها الطموحة وخطواتها الوثابة نحو مستقبل مزدهر، جعل من المملكة مثالاً يُحتذى به في توجيه التحديات إلى فرص للنمو والتفوق والريادة.