قرأتُ في إحدى المجلات أن الجميع على علم بوجود صندوق أسود في الطيارات لتسجيل بيانات الرحلة وتفاصيلها، ولكن كم عدد الذين يعرفون أن صندوقاً مشابهاً قد يكون موجوداً في سياراتهم الخاصة؟

في الواقع قلة قليلة فقط من الناس تعلم بوجود جهاز كهذا في سياراتهم، ويقدّر أن 64% من سيارات الركاب المصنعة في العام 2005م مزودة بمثل هذا الجهاز مباشرةً من الصنع، كما يعتقد أن الرقم مرتفع أكثر في السيارات المصنعة في العام 2006م. الجهاز الذي يُطلق عليه اسم جهاز تسجيل الأحداث لا يقوم بتسجيل الأصوات، وإنما يسجل مختلف تصرفات السائق في اللحظات القليلة التي تسبق وتعقب الحوادث المرورية، ويعود جهل الكثيرين بوجود الجهاز إلى حقيقة أنه لا يقرأ أحد كتيبات الاستعمال المرفقة بالسيارات التي طلبت دائرة الحفاظ على سلامة المرور على الطرق العامة الأمريكية أن يدرج فيه بشكل إلزامي احتواء السيارات على هذا الجهاز الذي يرى الكثيرون أنه سيسهم في تحسين معلومات السلامة العامة في السيارات والأبحاث في سياراتهم بسيناريوهات الحوادث، ويمكن للراغبين التأكد من وجود الجهاز في سياراتهم بأن يقوموا بمراجعة كتيبات الاستعمال المرفقة بها، وتقوم شركات مثل جنرال موتورز وفورد وتويوتا بإدراج وجود الجهاز في كتيباتهم مع توضيح نوعية المعلومات التي ستحفظ آلياً منذ سنوات، علماً أن بعض الولايات الأمريكية تفرض وجود المعلومات في كتيبات الاستعمال.

الجهاز أساساً يقوم بتسجيل معلومات؛ مثل حركة السيارات الذاتية وتحركات السائق والتسارع والتباطؤ والانحرافات وحركة المقود والمكابح والوقود في الثواني القليلة التي تسبق وتعقب الاصطدام؛ مما يؤمن للباحث المدرب لمحة سريعة عن الوضع في لحظة الحادث.